والإمام أبو عبيد إمام مسند، ولهذا تنبغي العناية بهذا الكتاب وقراءته وتلخيصه، وهو كتاب صغير حققه الشيخ الألباني قديماً، وهو من أهم الكتب في موضوع الإيمان، لا سيما أن موضوع الإيمان موضوع مهم جداً في هذه الآونة الأخيرة التي بدأت تخرج فيها مقالات المرجئة مع الأسف في بعض الأحيان باسم السنة، فإن بعض المنتسبين إلى السنة يقرر الإرجاء عقيدة، ثم ينسبها إلى السنة، ولا شك في أن هذا من الضلال والعياذ بالله، ويكون الأمر خطيراً عندما يقرر المذهب الباطل بهذه الطريقة، بحيث يقرره رجل ينتسب إلى السنة ثم ينسبه إلى السنة كذلك.
وهناك كتاب ألف في موضوع الإرجاء، وهو كتاب (إحكام التقرير في أحكام التكفير) ألفه مراد شكري، ونقل فيه أقوال المرجئة، أمثال: الرازي والغزالي والإيجي والدردير وغيرهم، ونقلها وهو يقرر أنها هي عقيدة أهل السنة، ولهذا صدر فيه بيان من اللجنة الدائمة، بينت فيه أن هذا الكتاب هو على عقيدة غلاة المرجئة الذين حصروا الإيمان في مجرد المعرفة فقط؛ ولهذا كان لا بد من أن يكون للإنسان زاد يتقي به هذه الاتجاهات الخطيرة التي تؤثر على عقيدة الإنسان، مثل الإرجاء ومثل عقيدة الخوارج ونحوهما من العقائد المضلة، لا سيما عقيدة المستغربين الذين يسمون أنفسهم بأصحاب الفكر المستنير، وسيأتي شيء من الكلام على هذه الفرقة فيما بعد إن شاء الله.