ذكر ابن جنى في هذا البيت اوجها فاسدة ثم قال اقوى هذه الوجوه لما جهدنا التعريض استروحنا إلى التصريح فانهتك الستر ولم يقف على حقيقة المعنى وهو أنه يقول كتماننا هزلنا فصار الهزال صريح المقال يعني أنه استدل بالهزال على ما في القلب من الحب فقام ذلك مقام التصريح لو صرحنا
الحمول الأحمال على الإبل ويريد بها الإبل التي حملتها يقول لما تفرقت سائرة تقطعت نفسي وجدا ثم شبهها باشجار الطلح والعرب تشبه الإبل وعليها الهوادج والاحمال بالاشجار وقال الخوارزمي الطلح شجر اسفله رقيق واعلاه كالقبة فشبه الحمول بذلك
يقول كشف الوداع محاسن الحبيب عند الفراق من وجهها ويديها ورجليها حتى قبح الصبر عنها كما قال العتبي، والصبر يحمد في المواطن كلها، إلا عليك فإنه مذموم، ومثله لعثمان ابن مالك، أعداء ما وجدي عليك بهينٍ، ولا الصبر إن أعطيته بجميل، وقال الطاءي، وقد كان يدعى لابس الصبر حازما، فاصبح يدعى حازماً يحن يجزع، ومثله لأبي الطيب، أجد الجفاء على سواك مروةً، والصبر إلا في نواك جميلا،
يعني في حال الوداع اليد تشير بالسلام والطرف شاخص إلى وجه المودع والقلب يذوب حزنا على الفراق والدمع مصبوب وأراد بالمدمع الدمع
يقول الحمام يحزن عن فراق إلفه ولو كان وجده كوجدي لساعده الشجر على النوح والبكا رحمة ورقة
يصف بلدا طويلا والمقق الطول والامق الطويل يقول لو اسرعت ريح الشمال في ذلك البلد براكب أي وعليها راكب لأناخ ذلك الراكب والشمال طليح أي معييةٌ وإذا كانت الشمال تعيى فيه فكيف الإنسان وإنما ذكر العرض لأنه أقل من الطول
قال ابن جنى نازعته أي أخذت منه بقطعي إياه وأعطيته ما نال من الركاب وليس المعنى على ما قال لأن القلص هي المتنازع فيها فالبلد يفنيها ويأخذ منها وهو يستبقيها والمعنى إني أحب ابقاءها والبلد يحب افناءها بالمنازعة فيها كما قال الأعشى، نازعتهم قضيب الريحان متئا، أي أخذت منهم وأعطيتهم وهم أخذوا مني وأعطوني والقلص جمع قلوص وهي الفتيى من الإبل يقول ركاب هذه الإبل يحدونها بالتسبيح لله بدل الغناء لخوفهم على أنفسهم يتبركون بالتسبيح ويرجون النجاة
يقول لولا ما كلفت القلص خطرا لمفازة وما رد الناصح الذي ينهي عن ركوبها لهولها وبعدها
ونت ضعفت وفترت وأمها قصدها والمعنى مقصودها والمعنى إن الموت خير لنا أن تخلفنا عنه
سمنا بروق الممدوح أي رجون عطاءه ولم تحجب السماء لأنه ليس بغيم في الحقيقة وهو خليق بأن يجود وإن لم تمره الريح يفضله على الحساب لأن السحاب يستر حسن السماء ولا يدرك إلا إذا استدرته الريح
المغبوق الذي يسقى بالعشي والمصبوح الذي يسقى بالصباح وحقه أن يقول مغبوق بكأس محامد فحذف الباء وأضاف المغبوق إليه وليس بالوجه والمعنى أنه يحمد في كل وقت فكأنه يسقى كأس المحامد غبوقا وصبوحا
يقول لو فرق في النسا كرمه الذي يفرق ماله لصار الناس كلهم كرماء أسخياء وهو من قول منصور الفقيه، أقول إذ سألوني عن سماحته، ولست ممن يطيل القول إن مدحا، لو أن ما فيه من جود تفسمه، أولاد آدم عادوا كلهم سمحا، ومنقول من قول العباس بن الأحنف، لو قسم الله جزأ من محاسنه، في الناس طرأ لتم الحسن في الناس، وقال أبو تمام، لو أقتسمت أخلاقه الغر لم تجد، معيبا ولا خلقاً من الناس عائباً