يعني أنه استنقذها من أيدي الدهر والملوك يقال غصبته على كذا أي قهرته عليه وقوله فبناها في وجنة الدهر خالا يجوز أن يريد به الشهرة كشهرة الخال في الوجه ويجوز أن يريد به ثبوتها ورسوخها فيكون كقول مزرد، فمن أرمهِ منها بسهمٍ يلح به، كشامة وجهٍ ليس للشام غاسلُ،
القلعة لا تمشي ولا تثنى ولكن المعنى أنها لو مشت لاختالت ف مشيها عزةً وتكبرا ولكانت مدلة على الزمان حين لم يقدر الزمان على اصابتها بسوء
يقول منعها أن يصيبها الزمان بجورٍ أو خوف وحفظها بالرماح من ذلك والمطرد المستقيم المستوى
قال ابن جنى هذا مثل ضربه أي سيوفه معودة للضرب فهي تعرف بالدربة الحلال من الحرام وقال ابن فورجة العادة والدربة ليستا مما يعرف به الحلال والحرام في الناس فكيف فيما لا يعقل وإنما يعني أن سيف الدولة غاز للروم وهم كفار فلا يقتل إلا من حل دمه فنسب ذلك إلى سيوفه هذا كلامه وأظهر مما قاله أن يقال إما عني بمعرفة الحلال والحرام أصحابها فكأنه قال وذوي ظبي يعرفون الحرام من الحلال فلما حذف المضاف عاد الكلام إلى المضاف إليه
البئيس الشديد ذو البأس وأراد يفترسن النفوس وينتهبن الأموال وقد مر مثله قبل وإنما ذكر الأموال بعد ذكر النفوس بيانا أنه أراد بالأسود الرجال لأن الأسود لا تنتهب الأموال ثم أكد هذا وقال
يريد بالنيس الناس جعلهم كالسباع المفترسة لوجود الأفتراس منهم في الحالتين مجاهرين ومغتالين والبيتان بعد هذا تأكيد لهذا وهما
وأنشد سيف الدولة متمثلا بقول النابغة، ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم، بهن فلول من قراع الكتائب، تخيرن من أزمان يوم حليمة، إلى اليوم قد جربن كل التجارب، وقال أبو الطيب مجيبا له
أي أنك تكثر للشعراء العطاء مولديهم وقدمائهم ثم فصل وبين وقال
لغة طيىءٍ بقي وفنى في بقي وفنى ومنه قول زيد الخيل الطاءي، لعمرك ما أخشى التصعلك ما بقي، على الأرض قسيٌّ يسوق الأباعرا، يقول تعطي الباقين عطاء جزيلا والماضين شرفا عظيما بأن تنشد شعرهم فيكون ذلك شرفا لهم
زياد اسم النابغة الذبياني يقول لم أنكر موضع النابغة من الشعر وأنه أهل لأن تنشد شعره ولكني غبطت عظامه البالية في التراب بإنشادك شعره وقال سنة إحدى وعشرين وثلثمائة برأس العين وقد أوقع سيف الدولة بعمرو بن حابس من بني أسد وبني ضبة ولم ينشده إياها فلما لقيه دخلت في جملة مديحه
يريد بمرابع الآرام ديار الحبائب والمعنى أنها أوردت عليّ حالةً هي والموت سواء يعني شدة وجده على فراقهن فكأنه مات قبل موته لشدة الوجد
عروة بن حزام هو صاحب عفراء وهو أحد العشاق المعروفين الذين تذكر قصتهم شبه هطلان السحاب في تلك الدمن ببكاء عروة بن حزام على فراق صاحبته وهذا من قول الطاءي، كأن السحاب الغر غيبن تحتها، حبيبا فما ترقى لهن مدامعُ، ومثله لمحمد بن أبي زرعة، كأن صبين باتا طول ليلهما، يستمطران على غدرانها المقلا،
طالما رشفت كعاب تلك الدمن هناك وأطالت هي عتابي حتى أفحمتني وقطعتني بعتابها