يقول الليالي إذا أخذت شيئا ذهبت به فإن أخذت منك غرمت لأنك تلزمها الغرامة ويجوز أن تكون تفيت مخاطبة وعلى هذا روى أخذته بالتاء يقول إذا سلبت الليالي شيئا أفته عليها فلم تقدر على استرداده منك وهي إذا أخذت منك شيئا غرمته يعني أنت أقوى من الدهر فإنه لا يقدر على مخالفتك وهذا من قول بعضهم، فما أدرك الساعون فينا بوترهم، ولا فاتنا من سائر الناس واتر، وقال الطرماح، إن نأخذ الناس لا تدرك أخيذتنا، أو نطلب نتعد الحق في الطلب،
إذا نويت أمرا تفعله وكان فعلا مضارعا غير ماض والنحويون يسمون الفعل المستقبل مضارعا مضى ذلك الذي نويته قبل أن يجزم ذلك الفعل وأراد بالجوازم لم ولا ولم الأمر أي إذا نوى أمرا يفعله مضى قبل أن يقال له لا تفعل لأنه يسبق بما يهم به نهي الناهين وعذل العاذلين وقبل أن يؤمر به فيقال ليفعل كذا وليعط فلانا ولينجز ما وعد به أي يسبق ما ينوى فعله هذه الأشياء
يقول كيف يرجون هدم هذه القلعة وهي محروسة بطعانك فالطعن لها كالآساس والدعائم حيث حرس بها كما يحرس البناء بالآساس والدعائم
حاكموها يعني القلعة إلى المنايا فقتلت الظالم وأبقت المظلوم والظالم الذي قصد هدمها والمظلوم القلعة المقصودة بالهدم وجعل الحروب حاكمة وجعل الحدث والروم خصمين فحكمت الحروب للقلعة بالسلامة وللروم بالهلاك
أي لكثرة الحديد عليهم وعلى خيلهم كان خيلهم لا قوائم لها إذ لا ترى لأنها مستورة بالتجافيف
يعني الروم جعلهم يبرقون بكثرة الحديد عليهم وقوله لم تعرف البيض منهم أي لا يفرق بين سيوفهم وبينهم لأن عمائمهم البيض وثيابهم الدروع فهم كالسيوف وقد فسر هذا بقوله ثيابهم من مثلها والعمائم
يعني أنهم لكثرتهم عموا الشرق والغرب وبلغت أصواتهم الجوزاء وخصها بالذكر من سائر البروج لأن الجوزاء على صورة إنسان والزمازم الأصوات التي لا تفهم لتداخلها
اللسن اللغة ومنه قرآءة أبي السماك العدوي وما أرسلنا من رسول إلا بلسن قومه والمعنى أنه أجتمع في هذا الجيش كل جيل من الناس وأهل كل لغة من اللغات فإذا كلم جيل منهم من ليس من أهل لغته احتاج إلى مترجم يترجم له والحداث جمع حادث وهو بمعنى متحدث ومنه قول المجنون، أتيت مع الحداث ليلى فلم أبن، فأخليت فاستعجمت عند خلائي ذهبت فلم أصبر وعدت فلم أبن، جوابا كلا اليومين يوم بلآئي،
يتعجب من ذلك الوقت الذي قامت الذي قامت الحرب فيه وبين الروم يقول ما كان مغشوشا هلك وتلاشى كأنه ذاب بنار الحرب ولم يبق إلا سيف قاطع أو رجل شجاع وعنى بالغش الضعاف من الرجال والأسلحة وقد فسر هذا فيما بعد فقال
يقول تكسر من السيوف ما لم يكن ماضيا يقطع الدروع والرماح وهرب الجبناء الذين لا يقاتلون ومن روى فقطع أراد الوقت يعني أن الوقت كان صعبا لم يبق معه إلا الخلص من الرجال والأسلحة كما قال، وتساقط التنواط والذنبات إذ جهد الفضاح،