الذي يهربون منه يتبعهم همته فيهلكون بسبب من الأسباب وهو قوله فمن فر حربا أي محاربا وهو نصب على الحال يقال فلان حرب لفلان إذا كان معاديا له عارضته الغوائل أي استقبلته غائلة تهلكه
أي لعموم نائله الأرض استقبله حيث ما توجه نائل منه
إحسنه الكامل عنده غير كامل حتى يكون عاما يشتمل الناس جميعا
العرب العرباء العاربة القديمة المحض يقول إذا اختبروا نفوسهم عند الجود والشجاعة كنت فتاهم وسيدهم لأنك أجودهم وأشجعهم والمليك الملك والحلاحل السيد
أي في بذل أرواحهم يقول هم لك مطيعون ولو أمرتهم ببذل الأرواح ومعنى التفت عليك القبائل أحاطت بك من حيث النسب فأنت وسيط فيما بينهم ويجوز أن يريج أنهم أنضموا إليك وأحاجوا بك طاعةً لك
هذا مثل يقول الطعن إنما يتأتى بجميع الرمح وما لم يعاون بعض الرمح بعضا لم يحصل الطعن ولكن العوامل هي التي تصيب الفرسان لأن السنان فيها كذلك القبائل كلهم مدد لك والعمل من فأنت منهم كالعامل من الرمح وهذا يقوي المعنى الثاني في البيت الذي قبله وهذا من قول بشار، خلقوا سادةً فكانوا سواء، ككعوب القناة تحت السنان، وقد قال البحتري، كالرمح فيه بضع عشرة فقرةً، منقادةً تحت السنان الأصيد،
يقول إن لم يطعك الناس خوفا من طعنك أطاعوك حبا لشمائلك أي أن كرمك وحسن أخلاقك أدعى إلى طاعتك من الطعان في القتال
أي من لم يتذلل لك طوعا ورغبةً تذلل لك خوفا ورهبة وأنفذ سيف الدولة إلى أبي الطيب قول الشاعر، سأشكر عمرا إن تراخت منيتي، أيادي لم تمنن وإن هي جلبت، فتىً غير محجوب الغني عن صديقه، ولا مظهر الشكوى إذا النعل ذلت، رأى خلتي من حيث يخفى مكانها، فكانت قذى عينيه حتى تجلت، وسأله أجازته فقال ورسوله واقف
أي ما يشتغل بالنوم إنما همته الحرب والجود فهو يميت بقتاله اعداءه ويحيى بنواله أولياءه
هذا كالرد على الأول في قوله فكانت قذى عينيه يقول هو أكبر من أن يتأذى بشيء يعني أن الأشياء تصغر عن اجتلاب كراهته فما خالف إرادته عدم
وقال يذكر وقعته ببني كلاب في جمادي الاخرة سنة 343
يريد عبث الذئاب بغيرك في حال رعيه وسياسته وثلم الضراب غيرك في حال قطعه أي إذا كنت أنت الراعي لم تعبث الذئاب بسوامك وإذا كنت أنت الصارم لم يثلمك الضرب والمعنى إذا كنت الحافظ لرعيتك لم يحم حولهم أحد بما يضرهم خوفا منك
يقول أنت ملك الجن والأنس فكيف يكون لبنى كلاب ملك أنفسهم ثم ذكر عذرهم فقال
أي إنما تركوك خوفا منك لا عصيانا لك يريد حين هربوا لما طلبهم
أي تتبعت أمواه البادية لطلبهم حتى خاف السحاب أن تفتشه تطلبهم عنده لما كان الماء في السحاب
أي تعدو بك الخيل العربية المعلمة يعني ذوات الشيات في طلبهم
شبه وهو في قلب الجيش والجيش حوله يضطرب للسير بعقابٍ تهز جناحيها