يقول من سر جميع الناس ثم بكى لحزن اصابه ساء بكاؤه الذين كان يسرهم فكأنه يبكي بعيونهم ويحزن بقلوبهم لما يصيبهم من الأسى والجزع لبكاء هذا الذي سرهم والمعنى أنك إذا بكيت بكى جميع الناس لبكائك وحزنوا لحزنك ويمكن أن يجعل الباء في بعيون للتعدية أي ابكاها والمعنى أنهم يساعدونه على البكاء جزاء لسرورهم به كما قال يزيد المهلبي، اشركتمونا جميعا في سروركم، فلهونا إذ حزنتم غير إنصافِ،
يقول نحن مسبوقون إلى هذه الدنيا فلو عاش من كان قبلنا إلى زماننا لغصت بنا الدنيا وضاقت علينا الأرض حتى لا يمكننا الذهاب والمجيء يذكر أن الخيرة فيما قدر الله تعالى من الموت بين العباد وإن أمر الدنيا إنما يستقيم بموت المتقدم وحيوة المتأخر.
يريد بالآتي الوارث بعد الموت وبالماضي الموروث يقول الذي تملك الأرث كأنه سالب سلب الموروث ماله والميت كأنه مسلوب سلب ما كان في يده
شعوب أسم المنية معرفة بغير ألفٍ ولامٍ سميت شعوب لأنها تشعب أي تفرق يقول لولا الموت لم يكن لهذه المعاني فضل وذلك لأن الناس لو أمنوا الموت لما كان للشجاع فضل على الجبان لأنه قد أيقن بالخلود فلا خوف عليه ولا حمد له على شجاعته وكذلك الصابر على مكروه والسخى لأن في الخلود وتنقل الأحوال فيه من عسرٍ إلى يسرٍ ومن شدة إلى رخاء ما يسكن النفوس ويسهل البؤس ويجوز أن يكون المعنى أن الإنسان إنما يشجع ليدفع الموت عن نفسه ويجود أيضا لذلك ويصبر في الحرب لدفع الموت أيضا فلو لم يكن في الدنيا موت لم يكن لهذه الأشياء فضل.
يقول أوفى عمر أن يبقى حتى يشيب المرء ثم يخونه عمره بعد الشيب يعني أن الحيوة وإن طالت فهي إلى انقضاء.
النجار الأصل والجليب الذي جلب من بلدٍ إلى بلدٍ يقول أبقى بموته في قلبي صبابةً إلى كل من هو من جنسه وأصله.
يشير إليّ أنه كان جامعا بين اليمن والنجابة والغلام قد ينجب ولا يكون مباركا.
يقول لئن حزنا عليه لقد حزنت عليه السيوف لحسن استعماله أياها وإذا أثر الحزن في الجماد فكفى به حزنا.
يقول يعظم ويشتد عليه أن يترك عادته في خدمتك فتدعوه وهو لا يجيبك
ويقول إذا رأيته قائما عندك نظرت إلى جامع بين الشجاعة والأدب فكان في الشجاعة ليثا وكان ذا أدبٍ في نفسه فكنت أنظر منه إلى ليث أديب.
يقول إن يكن يماك العلق النفيس الذي يبخل به ويضن قد فقدته فإنما ذهب من كف رجلٍ يتلف الأموال ويهبها ولا يبالي بما ذهب منه ومن روى تكن بالتاء فهو على مخاطبة سيف الدولة وينصب العلق بفعلٍ مضمرٍ مثل الذي ظهر على تقدير فإن تكن فقدت العلق نحو زيدا ضربته.