يقول هؤلاء الذين تركهم سيف الدولة وأسلمهم هم لكم فاصنعوا بهم ما شئتم خانوا الأمير بالانصراف عنه أي فجازاهم بأن اسلمهم لكم ثم ذكر ما صنعوا فقال:
في دمائكم أي في ماء قتلاكم وذلك أنهم تخللوا القتلى فتلطخوا بدمائهم والقوا أنفسهم بينهم تشبها بهم خوفا من الروم يقول كأنهم كانوا مفجوعين بقتلاكم فهم فيما بينهم يتوجعون لهم.
يقول هم ضعاف يمتنع الأعداء من معارضتهم لضعفهم يعني أن هؤلاء الذين فعلوا ذلك خساس عسكر سيف الدولة أن هموا بعدوهم لم يعارضهم عدوهم بخستهم وضعفهم وقد حقق هذا فيما بعد فقال:
العقب جمع عقبة وفرادى جمع فردان هلا قاتلتم إذ وقفتم هناك وقد صعدت منها رجال يسرعون إلى الحرب أفرادا لا يتوقف بعضهم على بعض لشجاعتهم وثقتهم بقوتهم كما قال العنبري، طاروا إليه زرافاتٍ ووحدنا،
قوله تشقكم حكاية ما كان هناك في تلك الحال التي كان يشق أهل الروم كل سلهبةٍ بقناها أي برمحها والخبر وقع عن الخيل والمراد أصحابها لأن اصحاب السلاهب وفرسانها يشقون بالطعن وروى بفتاها أي بفارسها وهو رواية ابن جنى.
كل الناس رووا بكم والصحيح في المعنى لكم باللام لأنه يقال عرضت فلانا لكذا فتعرض له ويجوز أن كيون بكم من صلة معنى التعريض لا من لفظه ومعناه إنما ابتلى الله الجنود بكم يعني جنود سيف الدولة يقول إنما خذلهم الله وجعلهم لكم عرضةً ليجردهم من الأوباش الذين قتلتموهم فيعود إليكم في الأبطال وذوي النجدة فلا يكون فيهم فشل ولا دنيٌّ ويجوز عرض بالتخفيف لأن انتفآء الأوباش عنهم يحل محل العرض لكي ينفوا.
يقول بعد هذا كل غزوة يغزوها يكون له لا عليه لن الخساس من جنوده والأوباش قد قتلوا ولم يبق إلا الأبطال وكل غاز تبع له لأنه أمير الغزاة وسيدهم.
يقول أفعالك في الكرم أكبار لم يسبق إليها فأنت مبتدىء في كل مأثرة وغيرك من الكرام يقتدي بمن سبقه.
يقول إذا كنت الفارس الشجاع وغيرك الضعيف العاجز فلا شين عليك من عجز العاجز يريج أن قتلهم وأسرهم ضعاف اصحابك لم يشنك.
أي من بلغ النهاية في الرفعة لم يكن وراء النهاية محل يرفع إليه فلا يرتفع بنصرة أحد ولا يتضع بخذلان أحدٍ.
يقول أن افرده أصحابه فإن كره على الأعداء في أواخر الخيل لم يسلمه يعني أنه أمتنع بشجاعة نفسه فدافعت نفسه عن نفسه ويجوز أن يريد بالأعقاب جمع العقب التي هي جمع العقبة.
يقول ليتهم يعطون الشعراء على أقدارهم في الاستحقاق بفضلهم وعلمهم وكان لا يطمع في عطائهم خسيسٌ فهذا تعريض بأنه يسوى مع غيره ممن لم يبلغ درجته في الفضل والعلم.
يقول رضيت ن الشعراء بالنظر إلى قتالك والاستماع إلى قراعك من غير أن يباشروا القتال يعني أنا الذي أباشر القتال معك دون غيري من الشعراء.