الطرق نعل تحت نعل يقول إذا أنعلت خيله لقصد قوم أدركتهم فداستهم بحوافرها حتى تصير جلودهم ولحومهم طراقا لنعالها وإن بعد المطلوبون.
النقع ذهاب الصوت وبعده والصريخ المستغيث ههنا ومعنى نقع الصريخ نقع صوت الصريح فحذف المضاف والمؤللة المحددة يريد آذانها وآذان الخيل توصف بالدقة يقول إذا سمعن صوت الصريخ نصبن آذانها لاستماعه لأنهن تعودن إجابة الصريخ وإن كان يدعو الصريخ غيرهن وهو معنى قوله إلى مكان يعني إلى مكان سوى مكانهن.
الفواق والفواق قدر ما بين الحلبتين ويضرب مثلا في السرعة واللبث القليل والفواق أيضا الشهقة الغالبة للانسان يقول تجيب خيله الصريخ بالطعان من غير لبث في اجابته فتجعل الطعن جوابا وقدر اللبث بين الإجابة وبين دعاء الصريخ قدر فواق ناقة أو فواق إنسان يعني لا لبث بينهما.
أي تقابل نواصي خيله المنايا وتعاود فوارسها معانقةً الأبطال وهي آخر حالة في الحرب وأولها الملاقاة من بعيد ثم المراماة بالسهام ثم المنازلة بالرماح ثم المنازلة إلى الأقران ثم المعانقة وانتصب ملاقية ومعاودة على الحال من الخيل والعامل فيها المصدر في قوله وكان الطعن.
يريد بالهوادي اعناق الخيل يقول تبيت رماحه فوق اعناقها أي لا ينزل بالليل أخذا بالحزم وكأنها من العجاج تحت رواق.
أي تميل رماحه في الأبطال كأنها علت الخمر صبوحا وغبوقا فهي لسكرها تميل وميلانها إنما هو للينها وهذا من قول البحتري، يتعثرن في النحور وفي الأوجه سكراً لما شربن الدماءا،
أي شرب الخمر فلم تغلبه الخمر على عقله حتى تعجبت حين لم تقدر على عقله وذلك لقوته ومتانته ولما جاد بالمال لم يفق من سكر الجود.
أقام الشعر ببابه منتظرا لعطائه فلما فاقت عطاياه الأمطار في الكثرة فاق الشعر الأمطار أيضا يعني كثرت عطاياه وكثرت الأشعار في مدحه.
إنما قال هذا لأنه أعطاه فرسا وجارية فقا لوزنا قيمة الفرس من الشعر وبذلنا مهر الجارية منه أي ملكنا الجارية الفرس بالشعر وسمى قيمة الجارية صداقا لأن القيمة للأمة كالصداق للحرة حيث تستحل الأمة بالثمن كما تستحل الحرة بالمهر.
استدرك في هذا البيت ما ذكره في البيت الأول من وزن قيمة الفرس وصداق الجارية من الشعر لأنه جعل شعره في مقابلة عطائه فقال في هذا البيت لا يباري ارتياحك للعطاء بشيء لأنه أكثر من أن يعارضه شيء وكرمك لا يباهي بالبقاء لأنه أبقى من كرم غيرك وحاشا كلمة توضع للاستثناء والتبعيد للشيء ويجوز أن يكون هذا البيت غير متعلق بما قبله يخبر فيه عن ارتياحه الذي هو أكثر من ارتياح غيره وكرمه الذي هو أبقى من كرم غيره.
هذا البيت يؤكد الوجه الأول في البيت الذي قبله والمداعبة الممازحة والقرم الفحل الذي ترك من العمل للفحلة والحقاق جمع حقة وهي التي دخلت في السنة الثالثة فاستحقت الركوب والحمل يقول قولي وزنا قيمة الدهماء مداعبة ونحن نداعب منك سيدا كل سيد عنده كالحقاق عند القروم
يقول إذا قتل قتيلا لم يأخذ سلبه ترفعا عن ذلك وعفوه يسلب أسراه اغلالهم وقيودهم يعني يعفو عنهم ويطلقهم.
يقول لم تحسن إلى غفلة منك بل عن علمٍ وتجربةٍ احسنت إليّ ولم أظفر باحسانك من غير استحقاق كمن يسرق شيئا.