يقول النجوم تغور وهمته وراء مغارها لأن همته بلغت أقصى من مغاربها وطلعت النجوم من مشارقها والنجوم دون ما نال بهمته وبلغته همته والمعنى مغرب النجوم ومطلعها أقرب من مبلغ همته وإرادته ويجوز أن يكون المعنى أن منال الممدوح أبعد من مطلع النجوم أي لا تصيبه أعداؤه ولا يبلغون مناله.
أي الله تعالى يجدد كل يوم سعادةً بجده ويزيد من اعدائه في أوليائه لأنه يجيبهم إليه فيوالونه ويحبونه.
أي لو لم يقتل اعداءه بسيفه ماتوا من قوة جده وإقباله فكان سيف إقباله يقتلهم.
أي لما قاتل الأعداء لم يؤثروا فيه أثرا غير تلطيخ فميصه بدمائهم.
يريد بمثله نفسه لا غيره يقول اجتماع الجيش له أي منه ويجوز أن يكون المعنى أنهم إنما يجتمعون له لأنه يسبيهم ويسلبهم ويغنمهم فهم كأنهم إنما جمعوا أنفسهم له وبمثله انكسرت قوى اعدائه وانفصام العرى يريد به الإنكسار والانفلال والتفرق والاقتال الاعداء واحدها قتل.
يقول للقمر لا تسمعن الكذب ولا يقالن لك الكذب فإنك لست من امثاله في الحسن والنور يعني أن من قال لك أنك مثله فقد كذبت وجعل القمر مباهيا وجهه لأنه بحسنه وزيادته كل ليلة كأنه يباهي وجهه.
أي إذا امتلأ البحر ماء فقل له دع ذا الامتلاء فإنك لا تبلغ حاله في الجود.
يقول وهب ما ورثهم من المال والمآثر كلها فوهب المال للعفاة وترك مفاخر ابائه لقومه غير مفتخر بها لأنه يرى الافتخار بفعل نفسه ولا يرى أفعال الجدود شرفا دون أن يبنى عليها وأخذ الرضى هذا المعنى فقال، فخرت بنفسي لا بقومي موفرا، على ناقصي قومي مآثر أسرتي، وقريب من هذا المعنى قول كشاجم، وإذا افتخرت بأعظمٍ مقبورةٍ، فالناس بين مكذبٍ ومصدقِ، فأقم لنفسك في انتسابك شاهداً، بحديث مجدٍ للقديم محققِ، وأول هذا المعنى للمتوكل الليثي، لسنا وإن أحسابنا كرمت، يوماً على الأحساب نتكلُ، نبني كما كانت أوائلنا، تبني ونفعل مثل ما فعلوا،
قوله فنى التراث سوى العلى لأن المال يفنى بالهبة والعلي لا تفنى وإن ترك هو الافتخار بها يقول لنا لم يبق من المال الموروث شيء قصد الأعداء بالرماح الطوال.
الأرعن الجيش العظيم شبه برعن الجبل وهو الشخص منه يقول قصد العدو بجيش عظيم وقد لبس ذلك الجيش فوق الحديد العجاج وجز ذيل العجاج والجيش كلما كان أكثر كان العجاج أكثر.
أي اظلم النهار حتى كأ، ما وقع في ضوئه قذى من الغبار يعني أن الغبار غطى ضوء النهار فصار كالقذى في عينه أو كان النهار غض طرفه اجلالا له وطرف النهار وهو الشمس فالمعنى أن هذا الغبار نقص من ضوء الشمس وسترها بتكاثفه.
يقول الجيش في الحقيقة جيشك فكل جيش سوى جيشك فليس بجيش لكنك جيش جيشك لأنهم بك يتقوون والقلب والجناحان بك قوتهم وهذا من قول الطاءي، لو لم يقد جحفلا يوم الوغا لغدا، من نفسه وحدها في جحفلٍ لجب،
هذا تفسير لقوله أنك جيشه يقول تقاتل عن فرسان جيشك فيقع عليك الطعان المر دونهم وتقاتل ابطال اعداءك عن أبطال جيشك فتكفيهم القتال ومقاساة الطعان.
يقول كل الملوك يريدون رجالهم ليدفعوا عنهم ويحموهم عن اعدائهم ليبقوا ويسلموا وأنت تريد أن تبقى وتسلم لتدافع عن رجالك وتحامى دونهم وهذا غاية الكرم والشجاعة.