أي إذا طلب ترةً لم تفته وإن مطل به من يطلب عنده تلك الترة يعني يدرك ثاره وأن طال العهد.
يستهزيء بهم يقول اعذروه فيما أتاكم به من ضمان أبي وائل وخذوه فإن الغنم فيما عجل لكم وما تاجل وتأخر لعله لا يصل إليكم.
أي فإن السيف الذي خضب بدمائكم في يد من قتلكم به
أي هو يجود على سائله بمثل الذي طلبتموه من الملك والولاية فلم تدركوه لأنكم طلبتموه لا من طريق السؤال.
يقول هو من جيشه يفتخرون به بمكان السنان من عامل الرمح يعني أنه يتقدمهم كما يتقدم السنان الرمح.
كان الخارجي قد ركب ناقةً وهو يشير بكمه يحث اصحابه على القتال فقال أني لأعجب ممن يرجو قتالا بكم على ناقة يعني أن القتال لا يتأتى بتحريك الكم وركوب الناقة.
يقول هل أوحى الله عز وجل إليه إن لا تلق جيش سيف الدولة بالسيف على الفرس وإنما قال هذا لأن الخارجي كان يدعي النبوة يقول لا آتي إلا ما أمرني الله به يقول فهل أمره الله تعالى بهذا.
هذا من صفة قوله بماض يقول هل قال الله له لا تلقهم بسيف إذا ضربت به رأسا قطعة وصل إلى عظم الكاهل حتى يسمع صوته من قطعه وجعل ذلك الصوت كالغناء منه كما قال أبو نواس، إذا قام غنته على الساقِ حليةٌ، لها خطوةٌ وسط الغناء قصيرُ، يعني بالحلية القيد فنقل وصف القيد إلى السيف وقد نظر أيضا إلى قول مزرد، من الملس عنديٌّ متى يعلُ حدهُ، ذرى البيض لم تسلم عليه الكواهلُ،
يقول ليس الخارجي بأول من دعته همته إلى ما لا يناله يريد أنه طمع في الإمارة والولاية
قال ابن جنى في قوله يشمر للج عن ساقه يريد تمويهه على الأعراب واستغواءه إياهم وأدعاءه فيهم النبوة قال ويعني بالموج عكسر سيف الدولة قال ابن فورجة أي تمويه في أن يشمر هذا الرجل عن ساقه لخوض اللجة والذي أراد المتنبي أنه يدبر في ملاقاة معظم العسكر والتوغل فيه حتى يصل إلى سيف الدولة ويأخذ الأهبة لذلك فهو كالمشمر عن ساقه لخوض ماء وقد غمره الموج في ساحله أي قد غرق في اطراف عسكره وغلب باوائله فذهب تدبيره باطلا وهذا كقوله، لولا الجهالة ما دلفت إلى، قومٍ غرقت وإنما تفلوا، هذا كلامه ولقول ابن جنى وجه حسن لم يقف عليه ابن فورجة يقول أن الخارجي كان قد طمع في بيضة الإسلام حيث ادعى النبوة فجعل اللج مثل لها وجعل سيف الدولة وهو قطعة من عساكرها وواحد من أمرائها كالساحل وقد غرق هو في الساحل فكيف كان يصل إلى اللجة.
يقول أما أحد يشفق على سيف الدولة الخلافة ويبقى عليه ويمنعه من كثرة الحروب والقتال شفقة عليه من أن تصيبه آفة فتبقى الخلافة ولا سيف لها والفاصل هو القاطع وهو من نعت سيف دولتها ثم ذكر ما يوجب الإشفاق عليه وهو قوله:
يقول هو سيف يقطع الأعداء من غير أن يضرب به ويسري إليهم غير محمولٍ
يقول دست رؤسهم بحوافر الخيل حتى لو نخل الرمل الذي قتلتهم به لم يحصل من رؤسهم شيء
يقول تركتهم جزرا للسباع فأخصبت بكثرة القتلى فكأنك فكأنك أنبت لها ربيعا بما وسعت عليها من لحومهم فاثنت السباع عليك بما شملتها من احسانك والمعنى أنها لو قدرت لأثنت.
أي انصرفت إلى دار ملكك مع الظفر بأعدائك كما يعود الحليُّ إلى من لا حليَّ لها يعني أن زينة حلبٍ بك.