القيل الملك بلغة حمير ومنبج بلدة بالشام والمثوى المنزل والمقام يقول هو مقيم بهذا البلد وعطاؤه يطوف في الآفاق يسأل عمن يسأل غيره من الناس والمعنى أن عطاءه يأتي من لم يسأله ويسأل غيره وهذا من قول أبي العتاهية، وإن نحن لم نبغ معروفهُ، فمعروفه أبداً يبتغينا، وقال الطائي، فأضحت عطاياه نوازع شرداً، تسائلُ في الآفاق عن كل سائلِ، وقوله ايضا، وفدت إلى الآفاق من معروفِهِ، نعمٌ تسائلُ عن ذوي الإقتارِ، وقوله أيضا، فإن لم يفد يوما اليهن طالبٌ، وفدن إلى كل أمرءِ غير وافدٍ، وأخذ السريّ هذا المعنى فقال، بعثَ الندى في الخافقين مسائلاً عن كل سائلْ،
يقول وجهه يضيء كالبدر في ظلام الليل إذا صال على أعدائه ليقاتلهم فإن الموت يصول معه عليهم فيقتلهم.
أي أن كلابا وهم قبيلة الممدوح لحبهم إياه يكتحلون بترابه الذي مشى عليه وسيفه في جناب وهم قبيلة عدوه يسبق العذل أي ملامة من يلومه في قتلهم وهذا مثلٌ يقال سبق السيفُ العذل قاله رجل قتل في الحرم فعذل على ذلك فقال سبق سيفي عذلكم أياي أي لا ينفع اللوم بعد القتل وروى ههنا بيت منحول وليس في الروايات وهو.
يقول هو طيب الأصل لأن جدّه كان مبرأ من العيوب وهو مباركٌ يستنزل به القطر من الغمام فيسقي الله به وهو عذب الاخلاق يستحلي خلقه كأنه معسولٌ ممزوجق بالعسل.
الفكر بالفتح مصدر وبالكسر اسم واستعار للفخر سماءً لعلوّ الفخر وارتفاعه يقول له نورٌ يصعد في سماء الفخر لو صعد فكر واصفه في ذلك السماء طول الدهر ما نزلا لأنه يبقى يرقى على أثر ذلك النور فلا يلحقه والمخترق موضع الاختراق ويريد به المصعد في الهواء كأنه يشقّ الهواء شقا ويريد بالنور ما اشتهر وسار في الناس من ذكره وصيتهِ أي أنه عالٍ علوا لا يدرك بالوهم والفكر.
بادت هلكت وفنيت ولم يصرف تميما لأنه ذهب به إلى أسم القبيلة فاجتماع فيه التعريف والتأنيث يقول هو الذي كان سبب هلاكهم وعلى يده كان ذلك وساق إليه حينها آجالهم هذا وجه الكلام لأن الأجل يسوق الحين ولكنه قلب فجعل الحين يسوق الأجل وهو جائزٌ لقرب أحدهم من الآخر لأن الأجل إذا تم وانقضى حصل الحين فكان كل واحد منهما سائق للآخر وقدما معناه قديما وهو نصبٌ لأنه نعت ظرف محذوف على تقدير بادت به زمانا قديما.
الحرب العوان التي قوتل فيها المرة بعد المرة والحلل جمع الحلة وهي المنازل التي حلوها يقول لما رأت تميم الممدوح وخيله المنصورة قد أقبلت عليهم ولم يقاتلوا بعدُ تركوا منازلهم وهربوا في أول الأمر.