يقول لمنازل الاحبة لكن في قلبي منازل أنت خالية ومنازلك في القلب ذات أهل عامرة أي لم تدرس منازلك في القلوب وأن اقفرت أنت يعني تجدد ذكرها في قلبه وهذا من قول أبي تمام، وقفت وأحشاءي منازل للأسى، به وهو قفر قد تعفت منازله،
ذاك خطاب للمنازل وإشارة إلى ما ذكر من الإقفار يقول منازلك في القلب يعلمن اقفارك وخلوك عن الأحبة وأنت لا تعلمين والأولى منكما بالبكاء عليه العاقل يعني القلب أي قلبي أولى بأن أبكى عليه منك لأنك جماد لا تعلمين ما حل بك ويروي يبكي عليه قال ابن جنى أي منازل الحزن بقلبي تعلم ما يرم بها من ألم الهوى وأنت تجهلين ذلك.
يقول طرفي جلب إليّ المنية بالنظر فمن أطالب بدمي وأنا قتلت نفسي وهذا كما قال قيس بن ذريج، وما كنت أخشى أ، تكون منيتي، بكفي إلا أن من حان حائن، وقال دعبل، لا تأخذا بظلامتي أحداً، قلبي وطرفي في دمي اشتركا،
وعنده الضمير فيه للذي وعني به نفسه والخاذل المتاخر يقال ظبية خاذل وخذول إذا تأخرت في المرعى عن صواحبها يقول تخلو الديار من النساء الحسان وعندي من كل صغيرة منهن خيال يأتيني كأنه تأخر عنهن وجلعها تابعة يريد بذلك صغر سنها كما تتبع الظبية أمها
يريد بالجبان النفارة من الرجال لأنها تخافهم والمعنى أن النفور منهن افتك بمهجتي من الإنسان والبخيل ممنهن بالوصل أحبهن قربا
يقول يرميننا بسهام لحاظهن وهن عنا نافرات يعني لا يقصدن ذلك وكذلك يختلننا بحسنهن ولم يعلمن ذلك.
يقول هؤلاء يشبهن بقر الوحش في سواد احداقهن وسعة عيونهن ونحن نصيد البقر الوحشية فكافأننا عنهن وصدننا بحبائل في غير التراب أي بأعينهنّ.
يريد بالجآذر نساءَ والمعنى أنهن يفعلن بحسنهن ما يفعل الطاعن بالرمح يعني يقتلن بهواهن وحليهن تفعل ما تفعل الرماح كما قال الآخر، سلاحه يوم الوغى مكاحله، وقال أيضا مسلم، بارزته وسلاحه خلخاله، حتى فضضت بكفي الخلخالا،
يقول إنما سمي غطاء العين جفنا لأنه تضمن مقلة تعمل ما يعمله السيف فسمي باسم غطاء السيف وهو الجفن
سجرتك ملأتك من قوله تعالى والبحر المسجور ويجوز أن يكون بمعنى أوقدتك فقد قيل في الآية أنه بمعنى الموقد ويروي شجرتك من قولهم شجرت الدابة إذا أصبت شجرها باللجام لتكفها والمعنى أن الوقفة حبستك عن الكلام بما شغلتك به من الشوق ويروي سحرتك أي جعلتك مسحوراً بالشوق حتى صرت كالمجنون الواله وأصابت وغري بالشيء إذا ولع به وتمام الكلام فيما بعده من قوله:
أي كم وقفنا ناحلين دون التعانق أي قرب بعضنا من بعض ولم نتعانق ثم شبههما واقفين متدانيين ناحلين بشكلتي فتحتين دقيقتين قد ضم الشاكل بينهما فقرب أحداهما من الأخرى وليس يريد الضم الذي يسمى رفعا والشاكل الذي يشكل الكتاب أي يعجمه وهذا منقول من قول الآخر، إني رأيتك في نوميتعانقني، كما تعانق لام الكاتب الألفا، ومثله لأبي اسحاق الفارسي، ضممتها ضمة عدنا بها جسداً، فلو رأتنا عيون ما خشيناها.
يقول تمتع بالنعمة واللذة ما بقي لك شبابك فله آخر من حيث كان له أول يعني أنه يفنى ولايبقى.
أي ما دام للحسان فيك أرب يعني ما دمت شاباً فإن روق الشباب وهو أوله ظل يزول ولا يبقى