الهذاء الذيان والأحكام جمع الحكم بمعنى الحكمة كما روى في الحديث إن من الشعر لحكما أي حكمةً والبيت مآخوذ من هذا الحديث
هذا البيت تفسير لما قبله وقال أيضا وأراد الأرتحال
شبه فراقه الممدوح بفراق الإنسان روحه يقول قد يعرض للمرء ما يوجب له فراق روحه من غير بغض للروح كذلك أنا أفارقك كارها لذلك مضطرا
يقول أنا مبتلي بحساد أعاديهم فانصرني عليهم بجودك يعني لأفتخر عليهم بما وهبت لي وقال يصف سيره في البوادي وهجا فيها ابن كروس الأعور
قولهم عذيري من فلان يستعملونه عند الشكاية من الشيء والمعنى من يعذرني أن أوقعت به وأسات إليه فقد استحق ذلك ويريد بالأمور العذارى همما لم يسبق إليها أو خطوبا عظيمة لا عهد بمثلها يقول هذه الأمور اتخذت اضلاعي وقلبي مسكنا كما تسكن العذارى خدورهن
الهيجاوات جمع الهيجاء وهي الحرب أي من حروب تبتسم هبواتها عن بريق السيوف لا عن الثغور
مشمرا رافعا ذيلي للسرعة والعذافر القوي من الإبل والناقة عذافرة والضفور جمع ضفر وهو الحبل والنسع يقول قصدتها راجلا وراكبا وإنما تقلق الضفور لشدة السير والهزال
الآونة جمع أوانٍ مثل زمان وأزمنة يقول ارتحالي أكثر من نزولي لذلك قال في النزول أوانا وفي الأرتحال آونة
يقول كأني في الظلام في قمر لمعرفتي بالطرق واهتداءي فيها
النقير النقرة تكون في ظهر النواة يضرب مثلا للشيء الحقير شروي الشيء مثله ومعنى قل فيها أي أكثر القول وقل ما شئت فإن فيه مقالاتٍ يذكر كثرة تعبه وقلة نيله يقول كم من حاجة تعبت فيها أو شغفت بها ثم لم أقض منها شيئاً قليلا ولم يفسر أحد معنى قل ههنا
أي وقل ما شئت في نفس يعني لا تجيب إلى أمر خسيس وعينٍ لا تفتح ولا تدار في النظر على نظير لي
يعني وكف جوادٍ لا تمسك الأشياء ولا تنازع المنازع في غير الشرف والكرم يعني أنه يجود بالماد وكل شيء سوى الشرف
أي وقل في قلة من ينصرني على ما اطلبه ثم خاطب الدهر فقال جوزيت عني بدهر شر منك أي ابتلاك الله بدهر شر منك كما ابتلاني بك وأنت شر الدهور
قال ابن جنى هذا يحتمل أمرين أحدهما أن يريد أن الأكم تنبو به ولا تطمئن فكأن ذلك لعداوة بينهما والآخر وهو الوجه أن يكون إراد شدة ما يقاسي فيها من الحر فكأنها موغرة الصدور من قوة حرارتها قال ابن فورجة أما المعنى الأول فيقال لم يريد أن يستقر في الأكم فتنبو به وبئسما يختار لداره ومقامه وأما المعنى الآخر فيقال كيف خص الأكم بشدة الحر والمكان الضاحي للشمس أولى أن يكون أحر والأكمة ظل وهو أبرد من المكان الذي لا ظل فيه وهذا أيضا خطأ والذي يعني أبو الطيب أنه كل شيء يعاديه حتى خشي أن يكون الأكمة التي هي شخص بلا عقل معاديةً له وإن لم يكن ظهر منها ما يوجب ذلك كما يقول الرجل الخائف أخاف الجدار وأخاف كل شخص ماثل وإن لم يكن ظهر من الحائط ما يستريب به وإنما يريد بذلك المبالغة في الخوف
يقول لو حسدني الأعداء على شيء نفيس يرغب فيه لتركته لما أنا فيه من الجد العاثر ويروى لذي الجد أي لجدت به لاخس الناس