وحكم ما يكتب من الأفعال المعتلة بالألف والياء مثل حكم الأسماء المقصورة، ومعتبره أنه إذا كان الفعل ثلاثياً رددته إلي نفسك، فإنك وقعت الياء قبل تاء المتكلم كتبت بالياء نحو: قضى وحمى بدليل قولك: قضيت وحميت، وإن وقعت الواو قبل تاء المتكلم كتب بالألف نحو: رجا، لقولك: رجا وعدا، لقولك: رجوت وعدوت، ولهذه العلة كتبت جميع ما زاد من الأفعال المعتلة على الثلاثي بالياء نحو: أوفى واشترى واستقصى، لقولك فيها: أوفيت واشتريت واستقصيت، اللهم إلا أ، يكون قبل آخره ياء فيكتب بالألف لئلا يتوالى بين يائين، وذلك في مثل: هو يعيا بالأمر، وقد استحيا الرجل [ويستحيا منه، وكتبوا إحداها بالياء وكل مقصور فحكمه إذا اتصل به المكني أن يكتب بالألف نحو: ذكراها وبشراها].
فأما كلا وكلتا فعند النحويين، أن كلا يكتب بالألف إلا إذا أضيف إلي مضمر في حالتي النصب والجر، كقولك: رأيت الرجلين كليهما ومررت بالرجلين كليهما، وأن كلتا [يكتب] بالياء إلا أن تضاف إلي مضمر في حالة الرفع كقولك: جاءت الهندان كلتاهما. وإنما فرق بين كلا وكلتا؛ لأن كلتا رباعية.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
«الزجاجي» أنه إذا أكل شيء من هذا يكتب بالألف. فلهم فيه اختلاف.
وقوله في «يحيي» علماً أنه شاذ قد ذهب «المبرد» إلي خلاقه وأنه يقاس عليه كل علم يحكيه كأعيي لو سمي به.
(ولم يشذ عنه إلا قولهم للمتوعد: جاء ينفض مذرويه، وهو طرف الإلية، فثنوه بالواو لأجل أنه حين لم يلفظ بمفرده ميز عن نوعه).
هذا قول «أبي عبيدة» وقال «ابن قتيبة» رادراً عليه: ليس المذروان فرعي الإليتين حسب، بل هما الجانبان من كل شيء، تقول العرب: جاء فلان يضرب أصدريه وينفض مذرويه وهما منكباه، وذكر أنه سمع رجلاً من فصحاء العرب يقول: قنع الشيب مذرويه، يريد جانبي رأسه وهما فؤاده، وإنما سيما بذلك لأنهما يذريان أي يشيبان، والذري: