ومن أوهامهم في الهجاء أنهم لا يفرقون بين ما يجب أن يكتب بواو واحدة وما يكتب بواوين ولا يميزون بين هذين النوعين.
والاختيار عند أرباب هذا العلم أ، يكتب داود وطاوس وناوس بواو واحدة للتخفيف وكذلك يكتب مسئول ومشؤم [ومسؤم] بواو واحدة للاستخفاف أيضاً.
وأ، يكتب ذوو بواوين لئلا يشتبه بكتابة واحده وهو ذو، وأ، يكتب بواوين مدعوون ومغزوون ونظائرهما مما لحقته واو الجمع، وقبل الواو الأولى منه ضمة.
فأما سؤؤول ويؤوس وشؤون ورؤوس ومؤونة ومؤودة فالأحسن أن يكتبن بواوين ومنهم من كتبها بواو واحدة.
فأما قبيل الأفعال فتكتب جاؤا وباؤا وشاؤا ونظائرها بواو واحدة، وجوز أ، يكتب {يلوون ألسنتهم} و {هل يستوون} بواوين وواو واحدة.
فإن اجتمع في الكلمة واوان وانفتحت الواو الأولى منهما نحو: احتووا واستووا واكتووا والتووا {لووا رءوسهم} {فأووا إلي الكهف} كتبت بواوين لأن بين الواوين ألفاً محذوفة؛ إذ أصل الكلمة قبل التحاق ضمير الجمع بها احتوى واستوى واكتوى، فكتبت بواوين لتدل الواو الثانية على الألف المحذوفة.
ونظير ذلك أن يكتب فوعل من وارى وشاور وعاود وطاوع بواوين: نحو ووري وشوور وعوود وطووع، ليعلم بذلك أن إحدى الواوين أصلية، والأخرى هي المنقلبة عن ألف فاعل، وكذلك يجب إبرازها في اللفظ بأن يلبث على الأولى منها لبثة ما م يلفظ بالثانية وعلى هذا ينشد بيت «جرير»: