(كأن راكبها غضن بمزوجة ... إذا تدلت به أو شارب ثمل)

ثم قال لنا "أبو عمرو": المزوحة بفتح الميم الموضع الكثير الريح، والمروحة بالكسر ما يتروح به، وهذا الذي أصله أهل اللغة من كسر الميم في أوائل أسماء الآلات المتناقلة المصوغة على مفعل ومفعلة. هو عندهم كالقضية الملتزمة والسنة المحكمة، إلا أنهم أشذوا أحرفاً يسيرة منه، ففتحوا الميم من منقبة البيطار، وضموها من مدهن ومسعط ومنخل ومنصل ومكحل ومدق، وقيل في مدق الكسر على الأصل، ونطقوا في مسقاة ومرقاة ومطهرة بالكسر قياساً على الأصل، وبالفتح لكونها مما لا يتناقل باليد.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

على مفعل ومفعلة وهو عندهم كالقضية الملتزمة والسنة المحكمة).

هذا تحقيق بديع لما فيه من الفرق بين اسم الآلة التي تتناول باليد وغيرها، فيتعين كسر أول الأول إلا شذوذاً، ويفتح بعض من الثاني كمرقاة ومنارة لأنه من وجه آلة، ومن وجهٍ مكان، وهو فرق لطيف قل من نبه عليه أو تنبه له، والمدهن آلة الدهن وقارورته ومستنقع الماء، ومن الثاني قوله في الحديث: "نشف المدهن" ومنقبة البيطار ومكسر: الحديدة التي ينقب بها ويثقب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015