ونسب إلى أنه وهم في أربعة مواضع في هذا البيت:

أحدها: أنه أقام أحاد مقام واحدة، وسداس مقام ست؛ لأنه أراد أليلتنا هذه واحدة أم واحدة في ست.

والموضع الثاني: أنه عدل بلفظه ست إلى سداس وهو مردود عند أكثر أهل اللغة.

والموضع الثالث: أنه صغر ليلة على لييلة والمسموع في تصغيرها لييلية.

والرابع: أنه ناقض كلامه لأنه كنى بتصغير الليلة عن قصرها، ثم عقب تصغيرها بأن وصفها في الامتداد إلى التناد.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

الليلة؟ هذا إن جعلت متصلة أم منقطعة، فإن جعلت متصلة فالمعنى: أطلب التعيين لأحد هذين الأمرين، فلم يخرج العدد عن استعماله في معناه، وقد قال "ابن بري": إن أحاد ورد في كلام العرب بمعنى واحد كقوله:

(هنت لك أن تلاقينا المنايا ... آحاد أحاد في الشهر الحلال)

(الموضع الثاني: أنه عدل بلفظ ست إلى سداس وهو مردود عن أكثر أهل اللغة العربية).

وقد علمت أن من النحاة من أثبته مع أن "المتنبي" أيضًا يجعل ما يقوله بمنزلة ما يرويه.

(والموضع الثالث: أنه صغر ليلة على لييلة، والمسموع في تصغيرها لييلية).

وما نطق به هو القياس، ومثله ما رآه بعض النحاة جائز، على أن منهم من ذهب إلى أن هذا التصغير صحيح وجمعه على ليال بناء على أن له مفردًا مقدرًا وهو ليلاه.

(والرابع أنه ناقض نفسه في كلامه حيث وصف الليلة بالامتداد إلى يوم التناد ثم صغرها تصغيرًا يدل على قلتها).

[هذا أيضًا ليس بشيء لأن التصغير قد جاء للتكثير والتعظيم].

طور بواسطة نورين ميديا © 2015