[يقال أهلة وأهل] أى تعرضت لودهم، فأما ما هو بمعني البراءة فيقال فيه: قد تبرأت كما جاء في التنزيل {تبرأنا إليك} [ونظير هذا قولهم: هديت من غضب أى سكنت، والصواب إن يقال قد هديت لاشتقاقه من الهدوء، فأما هديت فمشتقه من الهداية والهدى].

ومن أوهامهم في هذا النوع قولهم: التباطي والتوضى والتبرى والتهزى والصواب أن يقال: التباطؤ والتوضؤ والتبرؤ والتهزؤ، وعقد هذا الباب أن كل ما كان على وزن تفعل أو تفاعل مما آخره مهموز كان مصدره على التفعل والتفاعل وهمز آخره، ولهذا قيل: التوضؤ والتبرؤ، لأن تصريف الفعل منهما توضأ وتبوأ، وقيل: التباطؤ والتطأطؤ والتمالؤ والتكافؤ لأن أصل الفعل منها تباطأ وتطأطأ وتمالأ وتكافأ، وهذا الأصل مطرد حكمه غير منحل من هذا السمط نظمه.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

مقيساً مطرداً مطلقاً وقال (المبرد) [في (المقتضب)]: أعلم أن قوما من النحويين يرون إبدال الهمزة من غير علة جائزاً، فيجيزون: قريت واجتريت في معنى قرأت واجترأت، وهذا القول لا وجه له عند أحد ممن تصح معرفته فلا رسم له عند العرب. اهـ.

والذي أنكره نقله بعضهم لغة لبعض العرب، ولو لم يكن مطرداً عندهم لم يكن لغة، فإن صح القول بهذا لم يرد عليه ما قاله (المبرد)

وفي شرح (الفصيح) أنهم قالوا في أومأت وتوضأت: أو ميت وتوضيت، ووقع مثله في كثير من الأحاديث أيضاً، وقرى به في بعض الشواذ، كقوله- تعالى- {ترجى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015