(يا قلب إنك من أسماء مغرور ... فاذكر، وهل ينفعك اليوم تذكير)

(قد بحت بالحب ما تخفيه من أحد ... حتى جرت لك إطلاق محاضير)

(لست تدري، وما تدري أعاجلها ... أدنى لرشدك أم ما فيه تأخير)

(فاستقدر الله خيرا وارضين به ... فبينما العسر إذا دارت مياسير)

(وبينما المرء في الأحياء مغتبط ... إذ صار في الرمس تعفوه الأعاصير)

(يبكي الغريب عليه ليس يعرفه ... وذو قرابته في الحب مسرور)

قال: فقال لي رجل: أتعرف من يقول هذا الشعر؟ قلت: لا، قال: إن قائله هذا الذي دفناه الساعة، وأنت الغريب الذي تبكي عليه ولست تعرفه، وهذا الذي سار عن قبره هو أمس الناس رحما به وأسرهم بموته، فقال له معاوية: لقد رأيت عجبا، فمن الميت؟ قال: "عثير بن لبيد العذري"، وقيل: "عثمان بن لبيد العذري" وفي كتاب "المعمرين" إن الميت "حريث بن جبلة".

ـــــــــــــــــــــــــــــ

قريب، وظاهره أنه معنى حقيقي وضعي، وما قبله مجازي ولك أن توفق بينهما.

(كما قال الشاعر) هو كما في "الإصابة" "عثمان لن لبيد العذري" كما رواه "عبيد الجرهمي بن سرية" أحد المعمرين بوزن عطية. روى "أبو موسى" أنه عاش مائتين وأربعين سنة، وقيل: ثلاثمائة سنة، وأسلم روفد على "معاوية" فقال له: أخبرني بأعجب ما رأيت، فأخبره بهذه القصة، وفي رواية: "عمير" بدل "عبيد"، والمشهور خلافه وكأنه تصحيف و"عبيد" هذا عاش إلى خلافة "عبد الملك" وهو معدود في الصحابة، وقد أنشد المصنف الشعر بتمامه، وأتى بالقصة بحذافيرها، والبيت المذكور فيه من شواهد "الكتاب".

وفي شرحه: المحاضير: جمع محضر بمعنى شديد الجري سريعه، والأطلاق جمع طلق وهي التي لا تعقل، وفيه أن الشاعر من "بني عذرة" واسمه "حريث بن جبلة"، واستقدر الله بمعنى اطلب أن يقدر لك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015