والدليل على تذكير الألف في قوله تعالى {يمددكم ربكم بخمسة آلاف} (آل عمران: 125) والهاء في باب العدد تلحق بالمذكر وتحذف من المؤنث.

وأما قولهم: هذه ألف درهم فلا يشهد ذلك بتأنيث الألف؛ لأن الإشارة وقعت على الدراهم وهي مؤنثة، فكان تقدير الكلام: هذه الدراهم ألف.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(وإني لأستحيي حياء يرني ... إذا اللوم من بعض الرجال تطلعا)

(إذا كان أصحاب الإناء ثلاثة ... حييا ومستحي وكلبا مشجعا)

(وإني لأستحيي أكيل أن يرى ... مكان يدي من طيب الزاد بلقعا)

(أكف يدي عن أن تمس أكفهم ... إذا نحن أهوينا لحاجاتنا معا)

(فإنك إن أعطيت بطنك سؤله ... وفرجك نالا منتهى الذم أجمعا)

ويروى: وإنك مهما تعط.

(عني بالقبيلة البطن فأنثه على تأنيثها) فإن قلت: هذا مخالف لكلام أهل اللغة، ففي "الصحاح" البطن دون القبيلة، ومثله في "نهاية ابن الأثير" وزاد فيها وفوق الفخذ، وهي تذكر وتؤنث باعتبارين كأسماء القبائل.

قلت: تفسيره بالقبيلة قول بعضهم. ورجحه المصنف لأنه يفيد قوله هنا "وأنت يرى من قبائلها العشر".

وبما سمعته من كلام "ابن الأثير" علمت أن ما ذكره المصنف غير متفق عليه، مع أن باب التأويل واسع.

وسمت العرب القبيلة بطنا كما قالت فخذا لأنها جعلت الناس كجسم واحد والطوائف كأعضائه، كما قال الشاعر:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015