فما منهما إلا أتاني موقعا ... به أثر من مسها يتقشر

أجدكما لم تعلما أن جارنا ... أبا الحسل بالصحراء لا يتنور

ولم تعلما حمامنا ببلادنا ... إذا جعل الحرباء بالجذل يخطر

المعنى: يصف تحذيره قرطا وصاحبه ألا ينتارا، وتعديهما في ذلك حتى أحرقتهما النورة، وقوله موقعا أي به أثر، وأجدكما أي بجد منكما لا يتنور: لا يستعمل النورة، وإنما قال جارنا لأنه يسكن السدر، وقوله: ولم تعلما ... البيت يعني الشمس لأن العرب تقول: الشمس حمامة العرب، ويخطر أي يتحرك.

المعنى: لا مهما وقصر بهما عن رتبة الضب في العلم، لأن النورة لا تستعمل، وعن الحرباء لأن الحمام لا يؤثر على الشمس.

(28)

وقال آخر:

(الأول من البسيط والقافية من المتراكب)

ألا فتى عنده خفان يحملني ... عليهما إنني شيخ على سفر

أشكو إلى الله أحوالاً أمارسها ... من الجبال وأني سيء البصر

إذا سرى القوم لم أبصر طريقهم ... إن لم يكن لهم ضوء من القمر

جعل الحفى كالرجلة، وليس الخف كركوب الظهر، فلهذا قال: يحملني عليهما، إنني شيخ على سفر، لأن الشيخ أحوج إلى الخف من الشاب، والمسافر أحوج إلى الحذاء من المقيم، لأن الشيخ أحوج غلى الخف من الشاب، والمسافر أحوج إلى الحذاء من المقيم، ويروى "إن لم يكن لهم موم إلى القمر" أي مشير.

المعنى: يطلب خفين ويذكر شدة حاجته إليهما لشيخوخته وسفره وسوء بصره.

(29)

وقالت امرأة:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015