(الثاني من الطويل والقافية من المتدارك)

لو كنت مولي قيس عيلان لم تجد ... علي لانسان من الناس درهما

ولكنني مولي قضاعة كلها ... فلست أبالي أن أدين وتغرما

أدين آخذ الدين. المعني: يهجو قيس عيلان بقلة التعاون ويمدح قومه قضاعة بحسن المعونة والتحمل عنة. يقول: لو كنت أبن عم قيس لم أستدن درهما من الناس لعلمي أنهم لا يقضون، ولكني أبن عم قضاعة أستدين ولا أبالي لأنهم يقضون عني.

أولئك قومي بارك الله فيهم ... علي كل حال ما أعف وأكرما

ثقال الجفان والحلوم رحاهم ... رخي الماء يكتالون كيلا غذمذما

ثقال الحلوم يريد الوقار، أي لا طيش فيهم، رحاهم رحى الماء لأنها أكثر طحنا من رحى اليد، والغذمذم الكثير الجزاف. المعني: دعا لهم بالبركة ووصفهم بالكرم والعفة.

جفاة المحز لا يصيبون مفصلا ... ولا يأكلون اللحم إلا تخذما

جفاة جمع جاف، والمحز موضع الحز هنا، وهو الفصل، أي لا يتأنفون في فصل اللحم فعل الجزار، ولكنهم يفصلون اللحم بجفاء كما يتفق، ولا يأكلون اللحم إلا تخذما، فسره بعضهم أنة بنهش بعض اللحم من بعض، ويختذم ذا من ذا لكثرة اللحم، وليس هذا بشيء لأنة فعل الكلاب، ولكن الأختذام هنا طيب النفس، يقال رجل خذم وهو الطيب النفس، وقوم خذمون أي طيبو النفس سمحون، وأراد يؤاكلون جماعتهم من الضيفان والأصحاب، ويكون الخذم السمح. المعني: يصفهم بسعة الحال في الطعام.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015