أي أكف عنه شرتي، وتأثير الأنامل يريد به الصفع، وقيل تأثيره في أخدعيه أنه يخاصم ابن عمه، ويتعلق كل واحد منهما بالآخر وهذا أولى، كأنه يقول: أنا أكف شرتي عن ابن عمي وأنت تخاصمه.

خلقت على خلق الرجال بأعظم خفاف تطوي بينهن المفاصل

تطوي بينهن المفاصل يقول: من قلة لحمي وخفة أعضائي تنثني مفاصلي بين عظامي، والعرب تتمدح بقلة اللحم وتذم السمن.

وقلب جلت عنه الشؤون وإن تشأ يخبرك ظهر الغيب ما أنت فاعل

جلت عنه زالت، وأراد بالشؤون الهموم، وقيل معناه انكشفت عنه الشؤون لذكائه فلا يلتبس عليه شأن، فإذا ظن شيئًا لم يخطئ فيه، وهذا أولى لما بعده.

المعنى: يمدح نفسه بكف الشر وخفة الخلق وذكاء القلب، ويهجو صاحبه بمنازعة ابن العم.

ولست بربل مثلك احتملت به عوان نأت عن فحلها وهي حافل

الربل قد فسر على وجهين: أحدهما أن الربل الضخم، واحتملت به أي حملت بمعنى حبلت، ويروى "احتلمت به" من حلم النوم، عن فحلها أي عن زوجها، وهي حافل يقال ضرع حافل إذا اجتمع اللبن فيه، وأراد ها هنا اجتماع مني الرجل في الرحم، وابن أحلام النيام كناية عن الفجور، يعني جاء ولد الزنا كأنه نام فحلها فزنى بها فحملت وفحلها نائم، وينتسب الولد إلى الفحل وهو لغيره، فلهذا قال ابن أحلام النيام، فالمعنى على هذا التفسير لست ضخمًا مثلك ملت به امرأة بعدت عن زوجها وقد اجتمعت ما شهوتها فقارفت فجورًا فجئت لغير رشدة. والوجه الآخر، ولست بربل مثلك احتملت به حصان نأت عن فحلها وهي حافل، والربل من النبات ما يستغنى عن المطر وينفطر بالندى أو برد الليل، وأراد بالنأي هنا الطلاق فكنى عنه، يقول: ولدتك أمك من غير ذكر كالربل الذي ينبت من غير

طور بواسطة نورين ميديا © 2015