العذور: الشرس السيء الخلق، حتى تستقل مراجله أي تنتصب قدوره الكبار. المعنى يقول: إذا نزل به ضيف فارق الحلم واللين حتى تنتصب قدوره أي يستعجل جزر الجزور ونصب القدور.
(51)
وقال أبو الحجناء، مولى بني أسد، إسلامي:
(من الطويل والقافية من المتدارك)
اعاذل من يرزأ كحجناء لم يزل كئيبًا ويزهد بعده في العواقب
حبيب إلى الفتيان صُحبة مثله إذا شان أصحاب الرحال الحقائب
نظام أناس كان يجمع بينهم ويصدع عنهم عاديات النوائب
ويزهد بعده في العواقب أي في عواقب أطهار النساء لأنه يعلم أنه لا يولد مثله كما قال: "إن النساء بمثله عقم"، ويحتمل أنه يزهد في طلب العيش بعده، والحقائب: جمع الحقيبة وهي العيبة والخرج، وشين الحقائب أصحابها منع ما فيها عن ذوي الحاجة إليه. المعنى: يخاطب امرأة لامته في الحزن على ابنه ويقول: يالائمتي من يصب بمثل ولدي دام حزنه ولم يطمع في مثله، ثم وصفه ببذل ما كان يملكه إذا بخل غيره، ووصفه بتأليفه الناس على التواد، وتحمله الكلف الشديدة عنهم.