والنكرة.

(الثاني من الكامل والقافية من المتواتر)

نعم الفتى فجعت به إخوانه ... يوم البقيع حزادث الأيام

سهل الفناء إذا حللت ببابه ... طلق اليدين مؤدب الخدام

وإذا رأيت شقيقه وصديقه ... لم تدر أيهما ذوو الأرحام

البقيع ها هنا اسم مقبرة المدينة، سهل الفناء أي لا يردك حاجبه، ولا ينبحك كلبه، طلق اليدين أي يطلقهما بالعطاء، مؤدب الخدام قد علموا أدب الخدمة للزوار. المعنى، يرثيه ويثني عليه بفرط محبته للزوار، فوصفه بسهولة الفناء وتأديب الخدم على خدمة العفاة، ومبالغته في إكرام الضيف حتى لا يميز من ذوي نسبه.

(9)

وقال أيضاً:

(الثاني من الطويل والقافية من المتدارك)

طلبت فلم أدرك بوجهي وليتني ... قعدت فلم أبغ الندى بعد سائب

ولو لجأ العافي إلى رحل سائب ... ثوى غير قال أو غدا غير خائب

أقول وما يدري أناس غدوا به ... إلى اللحد ماذا أدرجوا في السبائب

وكل أمريء يوماً سيركب كارهاً ... على النعش أعناق العدى والأقارب

طلبت بوجهي يعني بذلت وجهي للسؤال وأخلقته فلم أدر شيئاً، ولم أبغ الندى لم أطلبه، والسبائب: ثياب الكتان، والعدى الغرباء، والنعش أراد به الجنازة. المعنى: يندم على طلبه الندى بعد موت السائب، لأنه أخلق وجهه ولم ينل طلبه، لأن الجود عدم مع السائب، ثم أثنى على السائب باكرام القصاد وتحقيق الآمال، وبين أن الموت لا بد منه، وكل امرئ يعلو الجنازة يوماً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015