لو كان يشكى الى الأموات ما لقي الـ ... أحياء بعدهم من شدة الكمد
ثم اشتكيت لأشكاني وساكنه ... قبر بسنجار أو قبر على قهد
أشكاني: أزال شكاتي، ويكون بمعنى أحوجه إلى الشكاية، ولا يرد به ها هنا، وسنجار والقهد موضعان. المعنى: يقول مشتكياً: لو جاز أن يشكى إلى الأموات لاشتكيت، وأشكاني قبر بسنجار أو قبر على قهد يعني ساكنها، يذكر ما كان فيه من العز والمنعة، وفي البيت تقديم المعطوف على المعطوف عليه.
(7)
وقال رجل من خثعم:
(الأول من الكامل والقافية من المتدارك)
نهل الزمان وعل غير مصرد ... من آل عتاب وآل الأسود
من كل فياض اليدين إذا غدت ... نكباء تلوي بالكنيف المؤصد
فاليوم أضحوا للمنون وسيقة ... من رائح عجل وآخر مغتد
نهل الزمان أي روى، وعلّ: شرب مرة بعد أخرى، غير مصرد أي غير مقلل بل أكثر، وهو مثل ضربه، وقوله: تلوى بالكنيف الموصد أي تذهب بها من عصوفها، والكنيف الحظيرة، والموصد المحكم المطبق، وقوله: أضحوا للمنون وسيقة أي صاروا للمنية طريدة، والوسق الطرد نحو طرد اللصوص النعم. المعنى: يصف افناء الزمان قومه، ووصفهم بفرط السخاء في صميم الشتاء وشدة الرياح، وهو الوقت الذي تشتد فيه الحاجة وتقل الميرة، وذكر تتابع بعضهم بعضاً هلكة وموتاً.
خلت الديار فسدت غير مسود ... ومن الشقاء تفردي بالسؤدد