عمارة: رفعه على الأصل وخفضه على الجوار، عروض أي ناحية، كارب أي أمر شديد يكرب، شبه الخيل الجهام لأنه أسرع وأخف، لا حجاز بأرضنا أي ما تحتجز به من حصن أو جبل، وما نلقى ما زائدة أي نلقى مع الغيث، رائدات الخيل تجيء وتذهب، وشبهها بمعزى الحجاز لأنها أكثر وأفرط في تكثيرها، وقال أعوزتها الزرائب أي لم تضمها الزرائب وهي الحظائر لكثرتها، فهي أكثر جولانًا من غيرها. المعنى يقول: لكل أناس موضع يلجأون إليه ونحن لا حصن بأرضنا نلجأ إليه، ولكننا نوجد مع الغيث لعزنا، وخيلنا مرسلة كمعزى الحجاز كثرة لا يجسر عليها أحد، وهي مكرمة تسقى اللبن، مضمرة من كثرة العدو، ثم وصف فوارسها في الحماسة والشجاعة.
فلله قوم مثل قومي عصابة ... إذا احتفلت عند الملوك العصائب
أرى كل قومٍ قاربوا قيد فحلهم ونحن خلعنا قيده فهو سارب
سارب: أي ذاهب، المعنى: يمدح قومه ويصفهم بالعزة والمنعة يقول: كل أناس ترتع أبلهم حولهم لا تبعد عنهم خوف الغارة، ونحن نخلي سرب ابلنا ترعى كيف شاءت لعزنا وثقتنا بأنه لا يجسر أحد على الإقدام عليها فهي آمنة رائعة.
(249)
وقال العديل بن الفرخ العجلي، إسلامي وهو ممن هرب من الحجاج:
(الأول من الطويل والقافية من المتواتر)