(الثاني من الطويل والقافية من المتدارك)
تألى ابن أوس حلفة ليردني ... على نسوة كأنهن مفائد
قصرت له من صدر شولة إنما ... ينجي من الموت الكريم المناجد
يقول: حلف ابن أوس حلفة ليأسرني ويردني إلى نسوته المهازيل، شبههن بالمفائد وهي السفافيد واحدها مفأد وهو السفود، ويقال: المفائد المساعير وهي التي تحرك بها النار، وابن أوس هو قيس بن أوس بن حارثة بن لأم، وذلك أن زيد الفوارس خرج في خيل من ضبة، فمر ببني جديلة من طيء ولم ينزل فأرسل أوس بن حارثة ابنه قيساً ليردهم فجد قيس في أثره! حتى إذا لحقه نادى قيس بن أوس يا زيد ارجع، قال زيد: الام ارجع؟ قال قيس: واللات والعزى لأردنك أسيراً إلى نسوة تركتهن، فلم يكترث زيد ومضى، وكان ابن مرهوب أحد بني هاجر بن كعب على فرس بطيء في اخريات الناس، فلما لحقته خيل طيء نادى زيداً، وزيد في أوائل خيل ضبة على فرس له تدعى شولة، فعطف زيد على ابن مرهوب، وقال له: كن عن شمالي، فإنني سأكفيك القوم فلحقتهم طيء فاقتتلوا ساعة، ثم إن زيد الفوارس حمل على رئيسهم زيد بن أوس فطعنه في جبهته فخر ميتاً، وشدت عليهم خيل بني ضبة. وقوله: ينجي من الموت أي يخلص، والمناجد: الشجاع المقاتل من النجدة وهي الشجاعة. المعنى: يصف شجاعته واحتياله على عدوه وتخليصه نفسه بعد قربها من الموت ولحوق العدا به، ويروى "من بطن شولة".
دعاني ابن مرهوب على شنء بيننا ... فقلت له إن الرماح مصايد
أي يصاد بها الأرواح، وإنما قال له في البيت بعده: كن عن شمالي فخض الشمال لأن الضرب والطعن والرمي في العطف وما شاكل ذلك من الجانب الأيسر