(الثاني من الطويل والقافية من المتدارك)

ألم تريا أني حميت حقيقتي ... وباشرت حد الموت والموت دونها

وجدت بنفس لا يجاد بمثلها ... وقلت اطمئني حين ساءت ظنونها

وما خير مال لا يقي الذم ربه ... ونفس امريء في حقها لا يهينها

وجدت بنفسي: أي أقدمت إقدام من لا يبالي بنفسه، حين ساء ظنونها: أي حين خافت وجبنت. المعنى: يصف شجاعته وبذله النفس في حفظ الحقيقة، وبين أنه لا خير في مال لا يقي العرض، ولا في نفس تهان عند الحق.

(128)

وقال أيضاً:

(الثاني من الطويل والقافية من المتدارك)

ذهبتم ولذتم بالأمير وقلتم ... تركنا أحاديثاً ولحماً موضعا

فما زادني إلا سناء ورفعة ... وما زادكم في الناس إلا تخضعا

وما نفرت جني ولا فل مبردي ... ولا أصبحت طيري من الخوف وقعا

لحماً موضعا: أي مطروحاً، وخص اللحم لأنه يسرع إليه الفساد، والعرب تقول: فلان ساكن الطائر إذا كان هادئا، ويروى "ثناء ورفعة". المعنى: يعاتب قوماً سعوا به والتجأوا إلى الأمير، وقدروا أنهم ضيعوه، فلم يؤثر ذلك فيه، ولم يكترث بهم بل رفعه ذلك وحط أعداءه.

(129)

وقال حريث بن جابر بن سري بن سلمة، مخضرم:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015