وللقارح اليعبوب خير علالة ... من الجدع المرخى وأبعد منزعا
روى أبو زيد "يوم لقيتها كبرت ولم تجزع من الشيب مجزعاً" قال: أي لم تجزع حتى ينفعها الجزع، فأنني شبت في وقت المشيب، وجائز أن يكون المراد كبرت ولم تجزع أيها المرء من الشيب مجزعاً، ومن روى حديثاً ناعم البال أفرعا، فمعناه قالت: أراك حديث السن تام الشعر، وليس لك غير ذلك أي لا مال لك ولا حال، واليعبوب: الفرس الجاري، والمرخى. الذي يرخي في سيره رويدا رويداً، وأبعد منزعاً: أبعد غاية، والعلالة: بقية السير وهي العلالة وهي بقية اللبن في الضرع. المعنى: ذكر أن العصماء قالت له: "أراك شاباً لا حال لك فأجابها بأن الفتى قال: ما ينال سيادة إلا بعد الكبر، واستشهد على ذلك بأن القارح أبقى في الجري من الحديث السن، كما قيل. وما رواه أبو زيد أحسن وأظهر لأن الرجل يعتذر للشيب فلولا أنها عابته المشيب ما كان يحتاج إلى العذر.
(105)
وقال آخر:
(الثاني من الطويل والقافية من المتدارك)
ألا قالت الخنساء يوم سويقة ... عهدتك دهراً طاوي الكشح أهضما
فإما تريني اليوم أصبحت بادناً ... لديك فقد ألفى على البزل مرجما
ويروى "يوم لقيتها" ويروى "فقد كنت عن بدن الكواكب مرجما" ويروى "على البرك مرجماً" وبادناً: أي ضخماً ثقيلاً، والمرجم: البعيد الغاية في السفر، المعنى: يذكر أن الخنساء قالت يوم سويقة: رأيتك زماناً ضرباً خفيفاً وقد تغيرت