الأبطال عن دمائنا التي نطلب بثأرها. وقيل: معناه نحارب على بصيرة وغير بصيرة، ولا ننكر على شيء.
(21)
وقال قطري بن الجفاءة المازني، ويروي للعباس بن مرداس، إسلامي:
(من الضرب الثاني من العروض الأولى من الكامل والقافية من المتواتر)
لا يركنن أحد إلى الإحجام يوم الوغي متخوفًا لحمام
فلقد أراني للرماح دريئة من عن يميني مرة وأمامي
حتى خضبت بما تحدر من دمي أكناف سرجي أو عنان لجامي
ثم انصرفت وقد أصبت ولم أصب جذع البصيرة قارح الأقدام
الدريئة: حلقة يعلم عليها الطعن كالهدف للسهم لأنه يدرأ فيها أي يدفع ويطعن، والأكناف: النواحي واحدها كنف، وقيل: أنه لم يرد بقوله: دمي دم نفسه، وإنما أراد دم من قتله فأضافه إلى نفسه لأنه أراقه، ألا ترى أنه يقول: وقد أصبتي ولم أصب، وليس كذلك بل أراد دم نفسه، ومعنى اصبت: قتلت فليس فيه مضادة. المعنى: يشجع الناس على الحرب، وينهاهم عن الجبن ويعرفهم حاله يقول: لا يعدلن أحد يوم الحرب إلى التأخر عنها خوفًا من الموت، فلقد حصلت بين الرماح حتى كأني دريئة لها، وخضبت من دمي مرة نواحي سرجى ومرة عنان لجامي، ثم انصرفت غير متفكر متناهي الإقدام، وقد قتلت من أعدائي ولم يقتلوني.