قوله: ((قال هؤلاء)) أي: قال الأعرابي: هؤلاء الكلمات ((لربي)) أي لشأن ربي؛ أي: حقه؛ لأنها: أوصافه؛ لأنها تهليل، وتوحيد، وتحميد، وتسبيح، وثناء، وتمجيد وذلك كله حقه.
قوله: ((فما لي)) أي: أي شيء يكون لي وأذكره لحقي.
قوله: ((اللهم)) أصل اللهم يا الله، والميم المشددة في آخره عوض من الياء.
قوله: ((اغفر لي)) الغَفْر معناه: الستر، ومنه: المَغْفَر هو ما يُلبس على الرأس تحت البيضة أو القلنسوة؛ والمراد هنا: ستر الذنوب.
قوله: ((وارحمني)) الرحمة معناها: العطف والحنو، وهي متضمنة إنعامه وإحسانه؛ لأن مآل العطف والحنو يفضي إلى هذا.
[قال المصحح: ورحمة الله تعالى صفة من صفاته تليق بجلاله، يرحم بها عباده ويُنعم عليهم] (?).
قوله: ((واهدني)) الهدى نقيض الضلال، وهو الدلالة الموصلة إلى البغية.
قوله: ((وعافني)) من المعافاة؛ وقد جمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في تعليمه هذا الدعاء بين ما يجلب المنافع الأخروية، وبين ما يجلب المنافع الدنيوية؛ لأن المغفرة والرحمة والهداية من المنافع الأخروية، والمعافاة والرزق من المنافع الدنيويَّة، وقَدَّمَ المنافع الأخروية لكونها هي المقصود بالأصل، وهذا التعليم من الرسول - صلى الله عليه وسلم - تعليم إرشاد، ودلالة إلى طريق الخير.