قوله: ((الرؤيا من الله)) الرؤيا كالرؤية، جعل ألف التأنيث فيها مكان تاء التأنيث، للتفريق بين ما يراه في المنام، وبين ما يراه في اليقظة، والحُلم عند العرب يستعمل استعمال الرؤيا؛ ولكن النبي - صلى الله عليه وسلم - فرق بينهما، فجعل الرؤيا من الله - تعالى - والحُلم من الشيطان، كأنه كره أن يسمي ما كان من الله - تعالى - وما كان من الشيطان باسم واحد، فجعل الرؤيا عبارة عن القسم الصالح، لِمَا في صيغة لفظها من الدلالة على مشاهدة الشيء بالبصر، أو البصيرة، وجعل الحُلم عبارة عما كان من الشيطان؛ لأن أصل الكلمة لم تستعمل إلا فيما يخيل إلى الحالم في منامه، ولهذا خص الاحتلام بما يخيل إلى المحتلم في منامه من قضاء الشهوة، وذلك بما لا حقيقة له.

هذا إن أتت الرؤيا غير مقيدة، أما إذا جاءت مقيدة، كقوله: ((الرؤيا يكرهها)) أو قوله: ((الرؤيا ثلاث ... ))، فهذا يرجع إلى استعمال العرب ولا كراهة فيه، والله أعلم.

قوله: ((فإذا رأى أحدكم الرؤيا ... )) إلى آخره؛ تفسير للحلم؛ لأن الحلم هو المكروه، والرؤيا هي المحبوبة.

قوله: ((فلينفث عن يساره)) النفث نفخ لطيف قد يصاحبه شيء قليل من الريق. وإنما أمر أن ينفث عن اليسار؛ لأن الشيطان يأتي ابن آدم من قبل اليسار ليوسوس له في قلبه، والقلب قريب من جهة اليسار، فيأتي الشيطان من جهته القريبة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015