قوله: ((ونبيك الذي أرسلت))، وفي بعض طرق هذا الحديث، عن البراء - رضي الله عنه - أنه قال: قلت: وبرسولك الذي أرسلت؟ قال: ((ونبيك)).
قيل: إنما ردَّ قوله؛ لأن البيان صار مكرراً من غير إفادة زيادة في المعنى، وذلك مما يأباه البليغ؛ لأنه كان نبيًّا قبل أن كان رسولاً.
وقيل أيضاً: إن هذا ذكر ودعاء، فينبغي الاقتصار على اللفظ الوارد، ويتعيَّن أداؤها بحروفها من غير تغيير.
واحتجَّ بعض العلماء بهذا الحديث لمنع الرواية بالمعنى، والجمهور على الجواز من العارف العالم.
وجاء في نهاية الحديث قوله: ((فإن مت من ليلتك مت على الفطرة، واجعلهن آخر ما تقول)).
قوله: ((فإن مُت من ليلتك مُت على الفطرة)) أي: على الإسلام؛ فإن قيل: إذا مات الإنسان على إسلامه، ولم يكن ذكر من هذه الكلمات شيئاً فقد مات على الفطرة لا محالة، فما فائدة ذكر هذه الكلمات؟ أُجيبَ بتنويع الفطرة؛ ففطرة القائلين فطرة المقربين والصالحين، وفطرة الآخرين فطرة عامة المؤمنين، والله أعلم.
أي: إذا تقلَّب وتلوَّى من جنب إلى جنب [على فراشه].