والمراد منها هاهنا: كل عيب وخلل في شيء؛ فهو عورة.
قوله: ((وآمن)) من قولك: أمن يؤمن من الأمن.
قوله: ((روعاتي)) جمع روعة؛ وهي: المرة الواحدة من الروع؛ وهو الفزع والخوف.
قوله: ((اللهم احفظني من بين يدي ... )) إلى آخره، طلب من الله أن يحفظه من المهالك، التي تعرض لابن آدم على وجه الغفلة، من الجهات الست بقوله: ((من بين يدي، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي)) ولاسيما من الشيطان، وهو المزعج لعباد الله بدعواه في قوله:
{ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ} (?).
وأما من جهة الفوق؛ فإن منها ينزل البلاء والصواعق والعذاب.
وإنما أفرد الجهة السادسة بقوله: ((وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي)) إشارة إلى أنه ما ثم مهلكة من المهالك، أشد وأفظع من التي تعرض لابن آدم من جهة التحت، وذلك مثل الخسف؛ لأن الخسف يكون من التحت.
وأما قوله: ((أغتال)) والاغتيال أن يؤتى الأمر من حيث لا يشعر، وأن يدهى بمكروه لم يرتقبه.
قال الله تعالى: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ