يا رسول الله، قال: ((تسبحون، وتحمدون، وتكبرون، خلف كلِّ صلاة ثلاثاً وثلاثين)).
قال أبو صالح: يقول: ((سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، حتى يكون منهن كلهن ثلاثاً وثلاثين)) (?).
قوله: ((الدثور)) جمع دثر؛ وهو المال الكثير، ويقع على: الواحد، والإثنين، والجمع.
قوله: ((بالدرجات العلا)) أي: إنهم حصَّلُوا الدرجات العلا، والنعيم المقيم وهو الجنة، بسبب حجهم وعمرتهم وجهادهم وصدقاتهم، وذلك كله بسبب قدرتهم على الدنيا، ونحن ما لنا دنيا!! فكيف نعمل حتى ندركهم؟ فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ألا أعلمكم ... )) إلى آخره؛ يعني: متى قلتم هذا القول تدركونهم وتشاركونهم فيما أوتوا به، وتسبقون به من بعدكم.
قوله: ((كما نصلي)) أي: كصلاتنا بشرائطها مع الجماعة؛ والمعنى: إنهم شاركونا فيما نعمل من الصلاة والصوم، ولهم مزية علينا بأموالهم، حيث يحجون، ويعتمرون، ويجاهدون، ويتصدقون بفضول أموالهم.
قوله: ((ألا أعلمكم)) ألا كلمة تنبيه، تنبه المخاطب على أن الأمر عظيم الشأن.