قطُّ أفظع، ورأيتُ أكثرَ أهلها النساء ... " الحديث، رواه البخاري (1052) ، ومسلم (907) .

وأمَّا ما جاء عن بعض المبتدعة كالمعتزلة من أنَّهما لا تُخلقان إلاَّ يوم القيامة؛ لأنَّ خلقَهما قبل ذلك عبثٌ، حيث إنَّهما تبقيان مدَّة طويلة دون أن ينتفع بالجنَّة أحدٌ ودون أن يتضرَّر بالنَّار أحد، فذلك قولٌ باطل، ويدلُّ لبطلانه وجوه:

الأول: ما جاء في الآيات والأحاديث الدَّالة على خَلْقِهما ووجودِهما قبل يوم القيامة، ومن ذلك ما تقدَّم قريباً.

الثاني: أنَّ وجودَ الجنَّة فيه ترغيبٌ بها وتشويقٌ إليها، ووجودَ النار فيه تحذيرٌ منها وتخويف.

الثالث: أنَّه قد جاء في نصوص الكتاب والسُّنَّة ما يدلُّ على حصول الانتفاع بنعيم الجنَّة قبل يوم القيامة، وما يدلُّ على التضرُّر بعذاب النار قبل يوم القيامة، وقد مرَّ عند ذكر نعيم القبر وعذابه بعض النصوص الدَّالة على ذلك.

وفي الجنَّة التي أُهبط منها آدم أقوال ثلاثة:

الأول: أنَّها جنَّة الخُلد، وهو أظهرها.

والقول الثاني: أنَّها جنَّة في مكان عالٍ من الأرض.

والقول الثالث: التوقُّف.

وقد ذكر ابن القيم الخلافَ وأدلَّةَ أصحاب القول الأول والثاني، وإجابةَ كلٍّ منهما عمَّا استدلَّّ به الآخر، ولَم يُرجِّح شيئاً، وذلك في كتابه حادي الأرواح (ص:16 ـ 32) ، وفي قصيدته الميمية ما يدلُّ على ترجيحه القولَ الأول، حيث قال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015