كمَرِّ البرق قال: أوَ لَم ترَوا إلى البرق كيف يَمُرُّ ويرجع في طرفة عين ثمَّ كمَرِّ الرِّيح، ثمَّ كمرِّ الطير وشدِّ الرِّجال، تجري بهم أعمالهم، ونبيُّكم قائمٌ على الصِّراط يقول: ربِّ سلِّم سلِّم! حتى تعجز أعمالُ العباد، حتَّى يجيء الرَّجل فلا يستطيع السيرَ إلاَّ زحفاً، قال: وفي حافتَي الصِّراط كلاليب معلَّقة، مأمورةٌ بأخذ مَن أُمرت به، فمخدوشٌ ناجٍ، ومكدُوسٌ في النَّار".
وفي صحيح مسلم (302) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وفيه: "ثمَّ يُضرَبُ الجسرُ على جهنَّم وتحلُّ الشفاعة، ويقولون: اللَّهمَّ سلِّم سلِّم، قيل: يا رسول الله وما الجسرُ قال: دحضٌ مزلَّة، فيه خطاطيفُ وكلاليبُ وحسك، تكون بنَجد فيها شُويْكةٌ يُقال لها السَّعدان، فيَمُرُّ المؤمنون كطرْف العين، وكالبرق، وكالرِّيح، وكالطير، وكأجاويد الخيل والرِّكاب، فناجٍ مُسلَّمٌ، ومخدوشٌ مرسَل، ومكدوسٌ في نار جهنَّم".
ومن الإيمان باليوم الآخر الإيمان بالشَّفاعات التي وردت في الكتاب والسنَّة، منها الشفاعة العظمى الخاصَّة بنبيِّنا صلى الله عليه وسلم في تخليص أهل الموقف مِمَّا هم فيه، وهي المقام المحمود الذي يحمده عليه الأوَّلون والآخرون، من لَدن آدم عليه السلام إلى الذين قامت عليهم الساعة، وقد مرَّت الإشارةُ إليها قريباً في كلام الإمام ابن كثير رحمه الله.
ومنها الشفاعة فيمَن استحقَّ النارَ ألاَّ يدخلها، ويدلُّ لذلك قول النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وغيره من الأنبياء على الصراط: "اللَّهمَّ سلِّم سلِّم"، وقد مرَّ الحديثان في ذلك قريباً عند المرور على الصراط.
ومنها الشفاعة في رفع درجات مَن يدخل الجنَّة فيها فوق ما كان