على كل حال على الإنسان أن يسعى أن يحقق ما سمع، وأن يطبق ما علم، وعرفتم فضل الدعوة إلى الله -جل وعلا- وفضل من دعا إلى هدى، وأن له من الأجور مثل أجور من عمل به، فعليه أن يسعى في تكميل نفسه بمتابعة التعليم ودعوة غيره، بأن يكون متعلماً عاملاً عالماً معلماً بهذا يكمل، وبهذا مخلصاً بذلك لله -جل وعلا-، أما أن يضيع نفسه بأن يحصل على الشهادة ثم يذهب إلى بلده فيعمل بعملٍ وظيفي أو عملٍ ينسيه ما حصله من علم، يقول ربيعة -رحمه الله تعالى-: "لا ينبغي لمن كان عنده شيء من العلم أن يضيع نفسه" فالذي لا يتابع التحصيل ولا يتابع التعلم والعمل والتعليم مثل هذا سرعان ما يضيع ما كسبه، وما جناه من علم، ويذهب تعبه ولا يحصل على شيءٍ من الأجر إلا الشيء اليسير بقدر ما يعمله؛ لكن إذا تصورنا الحديث الصحيح: ((من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من عمله به)) فضل عظيم، عظيم جداً، تسمعون أنتم من أسلم على يده مئات، ومن أسلم على يده ألوف، يعني هل الإنسان يحرم نفسه إلى هذا الحد لا يؤدي كلمة يقولها ينتفع بها أحد؟ يثبت له أجرها ولو لم ينتفع بها أحد؟

يقول: من اجتمعت فيه هذه الصفات الأربع هل يكون منافق نفاق مخرج عن الملة؟

أهل العلم يقولون: أنه توافر في النفاق العملي، المخرج عن الملة النفاق الاعتقادي؛ لكن لو اجتمعت هذه لا يأمن الإنسان أن يجر إلى النفاق الاعتقادي؛ لكنها بمجموعها إذا سلم من النفاق الاعتقادي، وسلم من استحلال هذه الأمور فإنه لا يخرج من الملة.

يقول: ما قولكم في لزوم التحلل لمن اغتيب؟

هل كل حال هو حق له، لا بد من أن تبرأ منه بالأسلوب المناسب، يعني إذا كان التحلل منه مباشرةً تقول له: يا فلان أنا والله تكلمت فيك في المجلس الفلاني وأنا تائب وأرجو المعذرة، إن تيسر هذا من غير مفسدة أكبر فهو الأصل؛ لأنه هو صاحب الحق إن لم يتيسر فأنت عليك أن تدعو له، وأن تثني عليه وتمدحه وتنقض ما قلت، لا سيما في المجالس الذي اغتبته فيها.

يقول: ما رأيك في طلاب العلم الذين يحبون شيخ، ويحضرون دروسه، وينكرون على من لم يحضر ويتكلمون عليهم ويغتابونهم؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015