نعم لا شك أن الجزاء من جنس العمل، فمن لا يرحم الناس لا يرحمه الله، ومفهومه أن من يرحم الناس يرحمه الله، كما جاء في الحديث المسلسل بالأولية: ((الراحمون يرحمهم الرحمن)) فمن جبل على العطف على الناس ورحمتهم يبشر برحمة الله -جل وعلا-، من جبل على العفو والتسامح يبشر من الله -جل وعلا- بالعفو والتسامح، من جبل على التشديد على الناس والتضييق عليهم، الجزاء من جنس العمل، والإنسان لا يلوم إلا نفسه، فعلى هذا من ولاه أمر الناس، ولاه أمر أسرة عليه أن يرحمهم ويلطف بهم، ويرفق بهم ليرحم يوم القيامة، عنده جيران يلاطفهم ويمازحهم ويرحمهم ويحنو عليهم ويعطف على ضعيفهم، ويحترم كبيرهم، ويبشر، وأن الجزاء من جنس العمل، بخلاف ما إذا كان فظاً غليظاً على الناس، شتاماً صخاباً هذا يحتاج جزاؤه مثل عمله، لا يرفق به ولا يرحم، حديث المسلسل بالأولية إلى يومنا هذا يقول: حدثني فلان، وهو أول حديث سمعته منه، قال: حدثني فلان وهو أول حديث سمعته منه، قال: حدثني فلان وهو أول حديث .. إلى من؟ إلى سفيان بن عيينة، متسلسل إلى يومنا هذا، هذا حديث يسمى المسلسل في الأولية، وهو قول كل راو من رواته: وهو أول حديث سمعته منه، والذي عنده إجازة لا بد أن يكون مرّ عليه يكون أول حديث سمعه، طلاب الحديث عندهم إجازات، الحديث: ((الراحمون يرحمهم الرحمن)) ((ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)) هل الإنسان غني عن رحمة الله عليه -جل وعلا-؟ ليس بغني، إنما هو بأمسّ الحاجة إلى الرحمة، فإذا كان محتاجاً إلى الرحمة يرحم الناس.
الحديث الثالث والثمانون: عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((من أحبَّ أن يُبسط له في رزقه، ويُنسأ له في أثَره، فليَصِلْ رحمه)) [متفق عليه].