الحديث السابع والسبعون: عن أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((لا يتمنين أحدكم الموت لضر أصابه، فإن كان لا بد فاعلاً، فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي)) [متفق عليه].
حديث أنس -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((لا يتمنين أحدكم الموت لضرٍ أصابه)) لضرٍ نزل به، هم، مرض، فقر، ديون، مشاكل، لا يجوز للمسلم أن يتمنى الموت، لماذا؟ لأنه يقطع الحياة التي يتعبّد فيها المسلم لله -جل وعلا-، فيكسب فيها حسنات علّك أن تخلّف، تؤخر أيام فيها الصيام، وفيها الصلاة، وفيها الذكر، فأنت تسعى لانقطاع الخير، الأمر الثاني: أن فيه اعتراض على القدر، اعتراض ظاهر على القدر، فلا شك أن مثل هذا لا يجوز، ولذا جاء النهي عن تمني الموت بسبب الضر، يقول: ((فإن كان لا بد فاعلاً)) يعني جاءه أمر لا يكاد يطيقه، والنفوس لا شك أنها قد ينزل عليها أمور لا تطيقه إلا بإعانة الله وتثبيته، ((فإن كان لا بد فاعلاً فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي)) العلم عند الله -جل وعلا-، ((اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي)) فيكل الأمر إلى الله -جل وعلا-؛ لأنه ما يدريه أن يتمنى الموت، ويكون مآله إلى النار، نسأل الله العافية؛ لكن إذا قال مثل هذا، إذا كان مآله إلى النار ما استجيب دعاؤه؛ لأن الحياة ليست خيراً له، شر له، وحينئذٍ لا يجاب دعواه، فيكل الأمر إلى الخالق، إذا كان خوفه من فتنة عارمة، وخشية أن يفتن عن دينه، لا مانع، لا بأس أن يتمنى الموت، وجاء في حديث آخر الزمان أن الإنسان يمر على القبر فيقول لصاحبه: ليتني مكانك، وأيضاً مريم قالت: {يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا} [(23) سورة مريم] هذه فتنة، امرأة تحمل من غير زوج تخشى على نفسها، فتمنت، ويوسف -عليه السلام-: {تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} [(101) سورة يوسف] ولا شك أن مثل هذا كل يتمنى أن يموت حال كونه مسلماً، وليس هذا تمني للموت، إنما فيه تمني الموت على الإسلام.