الثالث: قال رحمه الله: [ومن دعا الناس إلى عبادة نفسه] .
هذا ثالث الطواغيت، سواءٌ أطاعوه أم لم يطيعوه، فإنه طاغوت؛ لأنه تجاوز بنفسه عن حده -وهو العبودية- إلى أن يكون معبوداً، ولا يلزم أن يُوافق وأن يُطاع، ولكن كل من ادعى الربوبية وكل من ادعى الألوهية فإنه طاغوت، ولذلك ورد تسمية فرعون بالطاغوت؛ لأنه قال كما حكي الله عنه-: {فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى} [النازعات:24] ، وقال: {مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي} [القصص:38] ، فجاء وصفه بهذا الاسم.