قوله: [وبالقدر خيره وشره] هذا فيه إثبات القدر، والقدر: هو حكم الله الكوني.
هذا تعريف القدر وأحسن ما قيل في تعريفه، فتؤمن بأن الله سبحانه وتعالى علم بالأشياء قبل وقوعها، وأنه كتبها سبحانه وتعالى في اللوح المحفوظ، وأن ما علمه وكتبه فقد طابق مشيئته وخلقه، وبهذا تعلم أن القدر أربع مراتب كما سيأتي بيانها إن شاء الله تعالى.
وقوله رحمه الله: [بالقدر خيره وشره] المقصود بالقدر هنا المقدور، أي: بما قدره الله من الخير والشر واعلم أن الله سبحانه وتعالى ليس في فعله شر، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في ثنائه على ربه ( {والشر ليس إليك) ، فالشر لا يضاف إلى الله عز وجل، ولا ينسب إليه، إنما الشر في المفعولات والمقدورات والمخلوقات، أما تقديره وفعله وخلقه فلا شر فيه سبحانه وتعالى، بل الخير كله في يديه.