قال: [وَدَلِيلُ الرَّغْبَةِ وَالرَّهْبَةِ وَالْخُشُوعِ قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [الأنبياء: 90]] فالرغبة: هي الصدق في الرجاء.
والرهبة: هي الصدق في الخوف.
فالرغبة إذاً نوع من الرجاء وهي أعلاه، والرهبة نوع من الخوف وهو منتهاه.
والخشوع: هو الذل لله عز وجل.
واعلم أن الذل أمر لا تستقيم العبادة بغيره، وهو من أركان العبادة العظيمة التي ينشأ عنها الكثير من العبادات القلبية من الإخبات، والإنابة، والتواضع، وغير ذلك من عبادات القلب، ولذلك قال: {وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [الأنبياء:90] ، هذا في بيان مجمل حالهم أنهم خاشعون لله سبحانه وتعالى.