وَأُرْسِلَ بـ " الْمُدَّثِّرْ"1. وَبَلَدُهُ مَكَّةُ, بَعَثَهُ اللهُ بالنذارة عن الشرك

ـــــــــــــــــــــــــــــ

1. ثم بعد مدة يسيرة جاءه بالمدثر1 فصار رسولاً بقوله: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ} 2. "والمدثر" الملتحف.

لأنه بعد ما جاءه الوحي, اشتد عليه الأمر وقال: زملوني زملوني ... دثروني دثروني من شدة ما أصابه من الخوف لما ضغط عليه جبرائيل عليه الصلاة السلام مرات. ثم قال: اقرأ تمهيداً لأعباء الرسالة وعظمتها ثم قال الله: {قُمْ فَأَنْذِرْ} 3, أي: قم فأنذر الناس. فصار رسولاً بأمره بالنذرة: {وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ} 4 أَيْ: عَظِّمْهُ بِالتَّوْحِيدِ: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} 5 أي طهر أعمالك من الشرك؛ لأن تطهير الملابس غير مراده في هذه الآية، لأن الصلاة لم تفرض في ذلك الوقت, فالمراد هنا الأعمال كما قال تعالى: {وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ} 6 ... فالعمل يسمى لباساً: {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} 7 فالرجز: الأصنام. وهجرها تركها, والبراءة منها وأهلها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015