قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وقد أورد الحافظ أبو بكر بن مردويه في تفسير هذه الآية من حديث أبي معشر عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما بين المشرق والمغرب قبلة لأهل المدينة وأهل الشام وأهل العراق)].
فقوله: (ما بين المشرق والمغرب قبلة)، لأن قبلة المدينة جنوب، فإذا كانت قبلة المدينة جنوباً فستكون القبلة ما بين المشرق والمغرب، أما في نجد فالقبلة ما بين الشمال والجنوب، والقبلة في اليمن جهة الشمال وهكذا؛ ولهذا قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تستقبلوا القبلة بالبول أو الغائط ولكن شرقوا أو غربوا).
ونحن الآن لا نغرب في نجد ولكنا نجنب أو نشرق لقضاء الحاجة؛ لأنا إذا غربنا استقبلنا القبلة؛ ولهذا تجد بعض الناس يشددون بالبوصلة أو بالرقم أو كذا، فالانحراف اليسير لا يقبل ما دام أنه في الجهة المخالفة إلا إذا استقبل القبلة إلى جهة أخرى غير هذه الجهة.
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وله مناسبة ها هنا، وقد أخرجه الترمذي وابن ماجة من حديث أبي معشر واسمه نجيح بن عبد الرحمن السندي المدني به (ما بين المشرق والمغرب قبلة)، وقال الترمذي: وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة، وتكلم بعض أهل العلم في أبي معشر من قبل حفظه، ثم قال الترمذي حدثني الحسن بن بكر المروزي أخبرنا المعلى بن منصور أخبرنا عبد الله بن جعفر المخرمي عن عثمان بن محمد بن المغيرة الأخنس عن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما بين المشرق والمغرب قبلة)، ثم قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وحكي عن البخاري أنه قال: هذا أقوى من حديث أبي معشر وأصح].
وعبد الله بن جعفر هو المخرمي والمخزومي كما قال في التقريب.
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [قال الترمذي: وقد روي عن غير واحد من الصحابة (ما بين المشرق والمغرب قبلة)، منهم عمر بن الخطاب وعلي وابن عباس رضي الله عنهم أجمعين وقال ابن عمر: إذا جعلت المغرب عن يمينك والمشرق عن يسارك فما بينهما قبلة إذا استقبلت القبلة].
يعني: إذا كنت في المدينة فجعلت المشرق عن يسارك والمغرب عن يمينك صارت القبلة أمامك.
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ثم قال ابن مردويه: حدثنا علي بن أحمد بن عبد الرحمن أخبرنا يعقوب بن يوسف مولى بني هاشم أخبرنا شعيب بن أيوب أخبرنا ابن نمير عن عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما بين المشرق والمغرب قبلة)، وقد رواه الدارقطني والبيهقي: وقال: المشهور عن ابن عمر عن عمر رضي الله عنهما قوله].
أي: موقوف على عمر رضي الله عنه، وعبد الله بن عمر بالتكبير ضعيف، أما عبيد الله بن عمر فهو ثقة، وكلاهما يروي عن نافع.