حكم طلب الشفاعة من الأولياء أو أصحاب القبور

Q ما حكم من أتى إلى صاحب القبر، وقال: يا ولي الله! اشفع لي عند الله، أو ادع الله لي، وهل هذا العمل شرك أكبر أم هو بدعة محرمة؛ لأنه توسل بأمر غير مشروع؟

صلى الله عليه وسلم هذا العمل شرك أكبر، فإذا قال للولي: يا ولي! اشفع لي عند الله، فقد أشرك مع الله، وهذا هو الذي كفر الله به المشركين بنص القرآن، قال الله تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ) [يونس:18] والدعاء: عبادة.

وقال الله تعالى: ((وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر:60] ولم يقل: ادعوني وادع الولي، وقال سبحانه: {فَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ} [الشعراء:213].

وقال سبحانه: {وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ} [يونس:106] أي: من المشركين.

وقال سبحانه: {قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ} [الأعراف:188] فمن دعا غير الله فقد أشرك بالله.

وقد حكم الله عليه بالكفر فقال: {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} [المؤمنون:117].

وقال سبحانه: {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ} [فاطر:13 - 14].

وقال تعالى: {وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ} [يونس:106] {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ} [الأحقاف:5].

{وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ} [يونس:106] ولفظ: (من دون الله) عام، أي: من دعا غير الله، والذي يأتي إلى القبر ويقول: يا فلان! يا ولي الله! اشفع لي، فقد دعا غير الله، فيكون شركاً بنص القرآن، والمشركون قد كفرهم الله بهذا؛ لأنهم يدعونهم ويطلبون منهم الشفاعة، وهم يعلمون أنهم لا يخلقون ولا يرزقون، فالذي يقول: إن هذا بدعة وليس بشرك.

فهو جاهل أو ملبس، يريد أن يلبس الشرك على الناس، ويسميه بدعة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015