Q هل الجهاد فرض عين ضد اليهود؟
صلى الله عليه وسلم هذه مسألة من المسائل التي تتعلق بمصالح الأمة العظمى، لا بد من الرجوع فيها إلى أهل الحل والعقد من العلماء الكبار؛ لأن هذه فيها مزلة وفيها أيضاً افتئات على الشرع والدين والعلم، والفتاوى المتسرعة فيها سواء كانت بالمنع أو بالمشروعية، كل ذلك قد يؤدي إلى نتائج وخيمة إذا صدر من أناس لم يتدارسوا هذا الأمر مع أهل العلم الكبار، ففرضية العين لها شروط وضوابط، أنا أظنها لا تتحقق في هذا الظرف الذي نعيشه، نعم الواجب تجاه إخواننا المسلمين في كل مكان الذين يستضعفون ويقاتلون النصرة لهم بما نملك من الوسائل المتاحة والمشروعة أيضاً، لكن ليس بالعواطف والأعمال المتهورة أو الفتاوى المتعجّلة، أو إيقاع الأمة والناس في حرج قد يكون الذي يفتي جالساً على أريكته، ويوقع شباب المسلمين في أمور قد تكون نتائجها غير مشروعة ومحرجة، وليست على وجه شرعي صحيح.
أنا لا أفتي في كون الجهاد على اليهود الآن فرض عين أو غيره، هذا يرجع فيه إلى أهل العلم، لكن فيما يبدو لي ولست بهذا أفتي، إنما أوجه المسألة توجيهاً يمهّد للفتوى وهو أنه قد لا يتأتى فرض العين في الواقع الذي تعيشه الأمة الآن.
ثم كيف السبيل إليه؟ الراية راية من؟ لا يجوز الجهاد إلا تحت راية شرعية، أما التصرف الفردي فهذا تهوّر لا يجوز أن يسلكه المسلم، وحتى التسرع شبه الفردي، أن تتجمع مجموعات أو طوائف محدودة وتقوم بعمل انتحاري ونحو ذلك، فهذا في تقديري أنه ليس بمشروع على هذا النحو، فالجهاد يكون براية، والراية لها شروط وضوابط، لكن لابد من نصرة إخواننا في كل مكان، والناس أيضاً أحياناً تثيرهم قضية المسجد الأقصى، نعم هذا صحيح المسجد الأقصى لا شك أنه من مساجد المسلمين ومن المساجد الثلاثة، لكن ما السبيل إلى تحريره؟ ما السبيل إلى الجهاد؟ هذا أمر يحتاج إلى أناة ودراسة مشروعة، فالمسلمون أنفسهم هل هم مهيئون للجهاد؟ يحتاج الأمر إلى مناقشة شرعية مؤصّلة، نسأل الله أن يعلي كلمته، وينصر دينه، ويعز الإسلام والمسلمين في كل مكان.