حكم من قال: إن الله يسمع الدعاء بواسطة محمد صلى الله عليه وسلم

قال رحمه الله تعالى: [وسئل شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: قال السائل: إن الله يسمع الدعاء بواسطة محمد صلى الله عليه وسلم، فإنه الوسيلة والواسطة.

فأجاب رحمه الله: الحمد لله، إن أراد بذلك أن الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم وطاعته، والصلاة والسلام عليه وسيلة للعبد في قبول دعائه وثواب دعائه فهو صادق، وإن أراد أن الله لا يجيب دعاء أحد حتى يرفعه إلى مخلوق، أو يقسم عليه به، أو أن نفس الأنبياء بدون الإيمان بهم وطاعتهم وبدون شفاعتهم وسيلة في إجابة الدعاء، فقد كذب في ذلك، والله أعلم].

الشيخ رحمه الله هنا قد احتاط، وإلا فظاهر السؤال المعنى البدعي، وقولهم: إن الله يسمع دعاء الواسطة من محمد صلى الله عليه وسلم هذه عقيدة كثير من الصوفية والفلاسفة وغيرهم يعتقدون أن المخلوق واسطة بين الله وبين الخلق، بمعنى: أنه قد لا يطلع الله عز وجل على أحواله الخلقية من خلاله، وهذا مفهوم، والمفهوم الآخر: أن الرحمة ورحمة الله عز وجل ولطفه بعباده لا تكون إلا عن طريق شخص، سواء النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره، وهذا هو الظاهر من السؤال، فهم يزعمون أن الله يسمع الدعاء من خلال شخص محمد صلى الله عليه وسلم، بمعنى: أن يكون واسطة بين الله عز وجل وبين خلقه.

وأما المعنى الآخر فهو بعيد، وهو أن المقصود بالواسطة أن الناس يتقربون إلى الله عز وجل بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا بلا شك هو المعنى الصحيح، وهو المطلوب، وهو معنى العبادة، لكن السؤال لا يظهر منه ذلك إلا على وجه بعيد، ومع ذلك فـ شيخ الإسلام يظهر أنه قد احتاط.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015