وجن وغير ذلك، وسمّى بذلك لأنه علامة، وأمارة على وجود الخالق جل جلاله، والصلاة من الله تعالى الرحمة المقرونة بالتعظيم، والسلام: التحية والأمان اللائقان بمقامه صلى الله عليه وسلم، والورى الخلق، وآل الرسول هم أقاربه المؤمنون به من بنى هاشم، وبنى المطلب، و «صحبه» اسم جمع لصاحب والمراد به هنا الصحابى، وهو من اجتمع بالنبى صلى الله عليه وسلم مؤمنا به بعد نبوته ومات على الإيمان، و «الأعلام» جمع علم- بفتح العين واللام- وهو الجبل- والإحكام بكسر الهمزة الإتقان.

ابتدأت نظمى بالثناء على بارئ العالمين ومبدعهم على غير مثال سابق تأسيا بالكتاب العزيز، وعملا بقوله صلى الله عليه وسلم «كل أمر ذى بال لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو أقطع» والمراد بالأمر ما يعم القول كالقراءة، والفعل كالتأليف، ومعنى ذى بال صاحب شأن عظيم يهتم به شرعا، ومعنى كونه «أقطع» أنه عديم النفع، لا بركة فيه، فهو- وإن تمّ حسّا- لا يتم معنى.

ثم ثنيت بالصلاة والسلام الدائمين الأبديّين على رسول الله سيدنا ومولانا محمّد صلى الله عليه وسلم صفوة خلقه، ومرشدهم لنور الحق، والهدى بما جاءهم به عن ربه من العقائد والأحكام التى تكفل لمن أخذ بها سعادة الآخرة والأولى.

ثم ثلثت بالصلاة والسلام على آله صلى الله عليه وسلم، وأصحابه الذين هم كالجبال فى رسوخ قدمهم فى الدين، وعلوّ شأنهم ورفعة منزلتهم، حتى كانوا جديرين بقوله صلى الله عليه وسلم فى حقهم «أصحابى كالنجوم بأيّهم اقتديتم اهتديتم»، وعلى قارئى القرآن الذين أتقنوا حروفه، وجوّدوا كلماته، ومهروا فيه حفظا وأداء، فاستحقوا بذلك ثناء رسول الله عليهم، وإشادته بذكرهم، ووعده إياهم بجزيل الأجر، وحسن المثوبة. قال صلى الله عليه وسلم: إن لله أهلين من الناس، قيل ومن هم يا رسول الله قال: أهل القرآن هم أهل الله وخاصته» (?) وقال «الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة» (?).

ص- وهذه أرجوزة ضمّنتها ... حروف نافع وقد هذّبتها

قالون عنه وهو عيسى قد نقل ... والثّان ورش وهو عثمان الأجلّ

ش- أى هذه المنظومة أرجوزة أفعولة من الرّجز، وهو نوع من أنواع الشعر.

وأحد البحور الخمسة عشر المشهورة وأجزاء كل بيت «مستفعلن» ست مرات،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015